مع بواكير انقلاب حسني الزعيم عام 1949م (أول انقلاب عسكري بالشرق الاوسط) كان قدر سوريا الا تهنئ بحلم السعادة الموعود كان بداية بزوغ فجر الآم وطئت سياطه ظهر بلاد الشام ولعله من سخرية القدر ان يكون ذلك ايذانا بتشكل ثقافة جديدة في ذهنية رجالات ونشامى الجيش السوري تتمثل في الانقلاب العسكري على النظام القائم بغض النظرعن نزاهته او فساده فالجميع يحلم بالسطة وكان بمقدور اصغر ضابط ان يعقدتحالفات مع باقي رفقائه في الألوية الاخرى لتخرج الاذاعة في صبيحة الغد ببيان الثورة الاول والذي يتضمن في الغالب تلك الوعودالبراقة بمحاربة الفساد والرشوة والوعد بغد اكثراشراقا فلم يكن سامي الحناوي وأديب الشيشكلي وجاسم علوان او أمين الحافظ سوى زعامات خلقتها تحالفات تتسم بالمنفعة الشخصية وكان صالح سوريا والمواطن السوري رهن بمن يزايدعلى حبه وولائه لأرض الشام. في ظل هذه الارهاصات لم يكن مقدر لسوريا ان تهنئ بعيش آمن , وفي تلك البيئة السياسية التي تتسم بالفوضى ولفساد فقد كانت الارض السورية مرتعا للاعبين من نوع آخر يتسم بالخطورة على الصالح القومي والداخل السوري المتهالك فقد تمكنت اسرائيل من زرع جاسوسها الشهير ايلي كوهين الذي ظهر كتاجر اثاث من اصول سورية يحمل اسم (كامل امين ثابت ) يعيش في المهجر ويحلم بالعودة الى سوريا مسقط راسه وحلمه الدائم ليسهم في اعادة البناء والتطوير واستطاع ان يتقرب الى امين الحافظ الشهير بلقب ابوعبدو سفير سوريا في الارجنتين آنذاك عاد ابوعبدو الى سوريا وتمكن من عقد تحالفات تم على اثرها قيادته لانقلاب عسكري اوصله الى قمة السلطة .جاء ايلي كوهين مهنئا ليصبح الصديق المقرب من الزعيم السوري ومن مرافقيه الدائمين زار ايلي الجبهة السورية واطلع على تحصينات منطقة القنيطرة والطائرات السورية وحجم التسليح وارسل بكل تلك المعلومات القيمة الى اسرائيل فقد كان كما وصفه وزير الدفاع الاسرائيلي موشي دايان ,لاحقا, بانه كان جاسوسا فوق العادة ومن هنا كانت البدايات لهزيمة 1967م. وصل حافظ الاسد الى قمة السلطة بعد اطاحته برفيق دربه الرئيس السوري صلاح جديد لكنه ربما كان الرئيس السوري الاكثر ذكاء فقد تمكن من فهم اللعبة فقام بتحويل سوريا من بلد يحكمه حزب البعث العربي الاشتراكي الى بلد يكون الحزب فيه عبارة عن تمثيل شكلي فقط وتكون السلطة الفعلية لطائفته النصيرية ذات المرجعية العلوية. فعندما نضع من يشاركنا التوجه الايدلوجي في مركز صنع القرار فإننا سنضمن الولاء وعليه فقد سرح العديد من جنرالات الجيش ليحل محلهم الموالين له من ابناء طائفته العلويه ومن هنا ضمن الاسد البقاء في السلطة الى ان توفي بعد ان حكم سوريا بالحديد والنار. جاء بشار الى السلطة ولم يكن افضل من سابقه فقد تشرب منذ صباه ان السلطة تعني اذلال وقتل الشعب والتنكيل بمناوئيه ومازالت شواهد حديثه مع رفيق الحريري الذي اغتيل لاحقا في عام 2005م افضل تجسيد لتعاطيه مع السلطة. ومع انبلاج فجر ربيع سوريا عام 2011م كان ابناء الشام على موعد جديد مع الآت القمع والتشريد. فقتل من قتل وشرد من شرد ودمرت منازل وحقول حلم ابناء الشام بان يأتيهم العون من الجامعة العربية فذهبت احلامهم ادراج الرياح وعندما عولوا على الاممالمتحدة لم يدركوا بان المصالح الاقتصادية تقود عربة السياسة ومع مطالبة الصين وروسيا بإعطاء الحل الدبلوماسي فرصة ومدى يظل منجل بشار يحصد الرؤوس , مسكينة كنت ومازلت ياسوريا فهل سيكون غداِ يومك واعدا. *