إن الأعداد الهائلة للمجمعات والوحدات السكنية الجديدة الواقعة بمحافظة صامطة أو المجاورة لها، والتي يتم بناؤها حالياً للنازحين وغيرهم، بالإضافة لما يزيد عن ألفي قطعة أرض سكنية قد منحتها الدولة للمواطنيين ضمن مخطط ضاحية الملك فهد، قد يشكل ضغط هائلاً على البنية التحتية والخدمية لمحافظة صامطة، التي هي في الأصل تعاني من ضعفها، ويجعل الأهالي يخشون من إنهيارها مستقبلاً، حيث يلاحظ أن بناء تلك الوحدات أوشك على الإنتهاء ولم تظهر إلى الآن مشاريع بنى تحتية جديدة، أوتطوير لما هو قائم إلا في إطار محدود وضيق، لا يفي بالإحتياجات المستقلبية المتوقعة للمحافظة والمراكز والقرى التابعة لها بسبب الكثافة السكانية المتوقعة. فالطرق بدأت تزدحم يوماً بعد يوم، فالسوق الداخلي الذي كان لا يمكن الوصول له في أيام الأعياد والمناسبات، أصبح الآن مزدحماً حتى في عطلة نهاية الأسبوع، رغم الحلول المتواضعة التي قدمتها البلدية، وكمؤشر آخر على الإزحام أنك لم تكن تنتظر الإشارة الضوئية لأكثر من مره من أجل تجاوزها، أما الآن فأصبح هذا الحدث متكرراً حيث تضيء إشارة المرور وتطفي دون أن تتمكن من تجاوزها من أول مرة كما كان في السابق إلا خارج أوقات الذروة، وهو دليل على الزيادة المضطردة في أعداد السيارات فهل سيتم تدارك الوضع بعمل طرق موازية لتخيف الضغط، فعلى سبيل المثال لو تم تعديل مسار الطريق الدولي ليمر خارج محافظة صامطة بإنشاء طريق جديد مزدوج يبدأ من دوار الحضرور-الطوال مروراً بالدائري الشمالي للجرادية ويمر خلف مخطط ضاحية الملك فهد ومن ثم الإسكان الجديد إلى خارج محافظة صامطة، ليقوم بخدمة تلك المجمعات السكنية، وفي نفس الوقت يقوم بنقل المركبات والشاحنات على الطريق الدولي دون الحاجة لدخولها إلى وسط المحافظة، وهناك طريق قائم بالفعل لكنه يحتاج لتعديلات وإصلاحات ليكون ملائماً للحركة السريعة، ومغرياً لأصحاب المركبات والشاحنات لإستخدامه كبديل مناسب لهم. أما فما يخص الخدمات الصحية والمتمثلة في مستشفى صامطة العام الذي أجزم من الآن أنه لن تكون لديه القدرة الإستيعابية الكافية، كون أقسامه تعاني من الضغط حالياً بسبب التحويل إليه من المستشفيات ذات الخمسين سريراً في المراكز والمحافظات المجاورة لمحافظة صامطة، فعلى سبيل المثال لا الحصر قسم النساء والولادة والذي يعاني ضغطاً شديداً نجم عنه أن بعض النساء يجلسن على الأرض في انتظار أسرة شاغرة، فكيف سيكون عليه الحال بعد الانتهاء من الوحدات والمجمعات السكنية .؟ من الواجب اتخاذ إجراءات سريعة مناسبة لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة، على سبيل المثال يتطلب بالفعل بناء مستشفى مركزي بمحافظة صامطة، وعمل توسعة للمستشفيات ذات الخمسين سريراً لتكون سعتها مئتي سرير لاستيعاب الزيادة المتوقعة ناهيك عن ازدحام المستشفى الوحيد بالمحافظة حالياً؛ويقاس على ذلك مختلف المرافق الخدمية والبنى التحية الأخرى . فالمرجو من المسؤولين عن وضع الخطط والمشاريع التنموية في الإدارت الحكومية وبالأخص الخدمية منها , وضع خطط ورسم إستراتيجيات للمشاريع تتناسب مع التغيرات المستقبلية المتوقعة لجميع محافظات ومراكز المنطقة، ولا شك في أنهم سيحصلون على ما يحتاجون إليه من دعم وتمويل لتنفيذ تلك الخطط والمشاريع في ظل ما تلقاه منطقة جازان من إهتمام كبير من قبل حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين , ومن خلال متابعة ودعم صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان قائد نهضتها الشاملة بالمنطقة .