يبدو أن أمين منطقة عسير لا يدرك أن الوضع تغير عن السابق مع سطوع وسائط الإعلام الجديد التي فتحت الأبواب , و كشفت لنا عن حقيقة المكاتب المظلمة , والغرف المغلقة , وعرت الحرس القديم من المسؤولين الذين يعتقدون أنهم أعلى درجة من المواطن بمجرد تقلدهم المنصب وأن هذا المنصب يمنحهم حق تهميش المواطن وطرده وإقصائه والتعامل معه بنوع من الديكتاتورية . عند مشاهدتي مقطع اليوتيوب وكيف تعامل الأمين مع المواطن تذكرت مباشرة وزير الاقتصاد الياباني يوشيو هاشيرو الذي استقال من منصبه بعد أن مازح مواطناً صحفياً بقوله « إنه قد ينقل إليه عدوى الإشعاعات». وقدم اعتذاره أمام وسائل الإعلام عن إساءته في التعامل مع المواطن بتلك الطريقة . ماذا لو كان هاشيرو في موقف الخليل .. ربما ينتحر , وهذا ما يفعله بعض اليابانيين عند ارتكابهم أخطاء مهينة. بعد انتشار القضية في الصحف واليوتيوب والمواقع الإلكترونية توقعت قراراً فورياً بإقالة الأمين من منصبه , ولكن تفاجأت بقرار تشكيل لجنة للتحقيق ! وكأن البعض يلتمس ويبحث عن تبرير لردة فعل الأمين تنجيه من العقاب . لا يفهم الكثير بأن أسلوب اللجان وتشكيلها والمسكنات وامتصاص الغضب لم يعد يجدي , هنا شعب يتعامل مع لغة الإقالة لكل مقصر ومتهاون في عمله لكل من يتطاول على مواطن ويسيء التعامل معه . الملك في أكثر من مناسبة يخاطب المسؤولين ويقول «افتحوا أبوابكم للمواطنين واستمعوا لمطالبهم« ولكن أمين منطقة عسير يخاطب المواطن ويقول « ما في داعي تكرار الكلام .. توكل على الله ما جبت شي جديد . . ضيعت وقتنا « فهل يستحق مثله تشكيل لجنة للتحقيق والبحث عن التبرير ! لا يحتاج الأمر أكثر من قرار يعفيه ويردع كل مسؤول يقلل من قيمة المواطن ويرفض الاستجابة لنداء الملك في الاستماع للمواطن .المقطع الذي تناقلته المواقع الالكترونية http://www.youtube.com/watch?v=1grufb0VF3c هذا المقال نشره مدير عام صحيفة جازان نيوز الأستاذ / جابر الريثي , في زاويته في جريدة البلاد السعودية http://www.albiladdaily.com/articles...=show&id=10682