وتزينت قريتي بطوق من الانارة جعلها عروس في وسط الرمال لا تكاد تعرفها من فرط تغيرها والجمال !! هكذا يُعبر أبناء القرى الصغيرة في منطقة جازان التي كانت اغلبيتها تحيا المساء بظلمة الليل ووحشته وذلك بعدما ألبستها يد الاهتمام والعطاء بخيرات الوطن المعطاء عقود متلئلئه من ذهب النور الاصفر على اعناقها النحيلة والناعمة بصياغة اليد الماهرة وباملاء الحكمه والنظرة الثاقبة والاهتمام والنجاح لقائد نهضة منطقتنا أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز حفظة الله ورعاه فكل انجاز وكل رقي تشهده المنطقة انما ثمار لغرسه المبارك ولكن !! ثمة من تسبب في قطع تلك البهجة فجرد العروس من زينتها وأعاد رداء الظلمة كابوساً نكراً لا يليق بالمكان ولا الزمان وجوده0 فبين المقاول لتنفيذ المشروع وبين الاستلام له من الجهة المسؤوله بعد اتمامه هدية جزله نوعها سلب النور من فانوسه بكل سهولة! والجدال يكون دائماً من يتحمل مسؤولية ما جرى فحسب !! وكانما الامر مقصور على كسب البراءه والتبري مما حدث وتحميل الاخر كامل الامر0 هنا دعونا نُعرج على المسألة أكثر فالمشروع هو زرع الاعمده وتوصل الكيابل للاضاءه الدائريه حول القرى0 وتوصيل الكيابل هنا يكون بهذه الطريقة مدها رمياً على طولها في شبه حفره وليست بحفره ثم يوضع عليها التراب بقدر مقتصد يتماشى مع تكالب المتطلبات الزمانية والاعباء المجهده لتختفي عن الانظار وبقدر ذلك الاختفاء فهي تقدم هدية سهله المنال للعابثنن الفاقدين لادنى قيم او حس لان أماكن الاعمده بطبيعتها تكون على أطراف القرى وبطبيعة القرى الصغيرة لايوجد بها تواجد للدوريات الامنية فيكون ذلك بمثابة الأجواء المساعده للعبث والتقاف هدية الاهمال وغياب المتابعه ومن هنا كانت عودة كثير من القرى لحال المساء المعتم والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يتم مراعاة الظواهر السلوكية في الاعداد والتخطيط المستقبلي لماذا لا نستفيد في يومنا من سلبيات ومعاضل الامس لماذا نخوض في القضية بغية البراءة وتحميل الاخر المسؤولية ولا نقف على ضوابط التنفيذ ونموذجيتها فمثلاً وفيما يخص ظاهرة سرقة الكيابل لا يتم العمل على المنع بطريقة (لن يستطيع ) ! بحسب الحسابات جيداً ايماناً بالواقع وليس ادعاءاً للمثالية فبدلاً من وضع الكيابل بالطريقة التي يعتبر العمل بها مغنماً وهدية لتلك الايدي العابثه بكل يسر سهولة وأمان توضع ودعونا نقول فقط في (مواسير غير قابلة للقطع او القص وفي حفريات عميقة او يتم صبها بالخرسانه الجاهزة) وحتى وان كانت قابلة فحتماً لن يجدوا الفرصه او الاجواء التي يستطيعون معها القيام بتلك الافعال المشينه كما وجدوها مع الطريقة المعمول بهاحالياً أختم بسؤال مرتبط في القضية وهو اين تسوق تلك المسلوبات وهل من اجراءات كفيلة بان تسلب القيمة المغرية للكيابل في نظرة تلك الحثاله بصعوبة بيعها والتقاف ثمنها ؟؟