العملة الأولى وتنتمي للعالم العربي فقد أحدثت تغيير قوي في الخارطة السياسية في العالم العربي والإسلامي عمله نادرة عملة طالما انتظرها الجميع في تونس وسوف ينتظرها العالم العربي دائما وابدآ اسمها محمد البوعزيزي لا تدري ماذا فعلت بشعبك فقد خلصتهم من العبودية والذل واخترت لهم طريق الحرية والعزة والكرامة. والعملة الثانية تنتمي للعالم الغربي فقد أحدثت تغيير قوي في الخارطة البشرية ففي احد أمسيات شهر ديسمبر عام 1955م الباردة جمعت روزا باركس ذات البشرة السمراء والتي تعمل خياطة حاجياتها وتجهزت للعودة إلى بيتها بعد يوم من العمل الشاق مشت روزا في الشارع تحتضن حقيبتها مستمدة منها بعض الدفء التفتت يمنة ويسرة ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي تقلها إلى وجهتها وأثناء وقوفها الذي استمر لدقائق عشر كانت روزا تشاهد في الم منظر مألوف في أمريكا آنذاك وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه الرجل الأبيض لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية أو لمسة حضارية بل لان القانون الأمريكي آنذاك يمنع منع باتا جلوس الأسود والأبيض واقف حتى وان كانت الجالسة امرأة سوداء عجوز وكان الواقف شاب ابيض في عنفوان شبابه فتلك مخالفة تغرم عليها المرأة العجوز وكان مشهورا وقتها ان تجد لوحة معلقة على باب احد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود كانت تلك الممارسات العنصرية تصيب روزا بحالة من الحزن والألم والغضب فإلى متى يعاملوا على أنهم هم الدون والأقل مكانة لماذا يحقرون ويزدرون ويكونوا دائما في أخر الصفوف ويصنفوا سواء بسواء مع الحيوانات وعندما وقفت الحافلة استقلتها روزا وقد أبرمت في صدرها امرأ قلبت بصرها يمنة ويسرة فما ان وجدت مقعدا خاليا إلا وارمت علية وقد ضمت حقيبتها إلى صدرها وجلست تراقب الطريق الذي تأكله الحافلة في هدوء إلى أن جاءت المحطة التالية وصعد الركاب وإذا بالحافلة ممتلئة وبهدوء اتجه رجل ابيض إلى حيث تجلس (روزا) منتظر أن تفسح له المجال لكنها ويا للعجب نظرت له في لا مبالاة وعادت لتطالع الطريق مرة أخرى ثارت ثائرة الرجل الأبيض واخذ الركاب البيض في سب (روزا) والتوعد لها إن لم تقم فورا وتجلس الرجل الأبيض الواقف لكنها أبت وأصرت على موقفها فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون ألا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة كي حقق مع تلك المرآة السوداء التي أزعجت السادة البيض وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار نظير تعديها على حقوق الغير وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا ثارت ثائرة السود بجميع الولايات وقرروا مقاطعة وسائل الموصلات والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة واستمرت حالة الغليان مد ة كبيرة امتدت 381 يوما وأصابت أمريكا بصداع مزمن وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر (روزا باركس ) في محنتها وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .