في جلسة ماتعة جمعتني مع أحد الزملاء ممن تخصصوا في مجال المعاملات المالية البنكية كنا نتحدث عن بنوكنا المحلية وتجربتها الرائدة في أسلمت تعاملاتها المالية جعلها متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية والفرق بينها وبين البنوك العالمية . كان صديقي يتحدث بفرح يخالطه الكثير من الفخر عنها وعن تجربتها وله الحق في ذلك . لكن الذي ليس له حق فيه هو مصادرة البنوك العالمية ووصمه لها بأنها كافرة وتمتص دماء عملائها دون هوادة . لأن هذا الكلام يشوبه الكثير من المغالطات ربما لعدم إلمام صديقي الكافي بآلية عملها خاصة في مجال تمويل الأفراد أو قروض العملاء . وهنا سأعرض حجتي بعيداً عن الحلال والحرام فلست من أهل الفتوى وسأترك الحكم لك أيها القارئ العزيز لتحكم بيننا. ففي مجال التمويل المالي أو قروض العملاء كل البنوك العالمية (الكافرة) والمحلية (المسلمة) حسب تصنيف صديقي تتبع طريقة واحدة لحساب فائدتها وتعتمد هذه الحسبة على المعادلة التالية: مبلغ القرض مضروبا في نسبة الربح تقسيم 100والناتج يضرب في عدد سنوات السداد . لكن الفرق بين بنوكنا المحلية والبنوك العالمية هو أن البنوك العالمية تعيد احتساب فائدتها بعد كل قسط يسدده المقترض حتى تصل الفائدة أخيراً إلى (صفر) . وللتوضيح أكثر إليك هذا المثال : لو فرضنا أن شخصان اقترضا مبلغ (10000) دولار واحد من بنك سعودي والآخر من بنك أجنبي بفائدته قدرها 3,5ولمدة خمس سنوات قيمة القسط (1000)دولاراً للشهر الواحد . عندها ستكون فائدة البنك السعودي والأجنبي تحسب كالتالي: (10000) مضروبة في (3,5) تقسيم (100) تساوي( 350) نضرب هذا الناتج في عدد سنوات السداد (5) تصبح قيمة الفائدة( 1750) دولار يسددها المقترض من البنك السعودي كاملة دون نقص بينما المقترض من البنك الأجنبي ستقل عليه هذه الفائدة بعد كل قسط يسدده . لأن البنك سيعيد احتساب فائدته بعد حسم قيمة القسط من مبلغ القرض الأساسي وستحسب بعد القسط الأول مثلاً كالتالي : (المبلغ المتبقي من قيمة القرض بعد حسم قيمة القسط 9000)مضروباً في (3,5) مقسومة على (100)تساوي 315مضروبة في عدد سنوات السداد(5) تصبح قيمة الفائدة 1575دولاراً . وهكذا تعاد حسبة قيمة الفائدة بعد كل قسط إلى أن تصل أخيراً إلى (صفر).وللعلم هذه الطريقة ثابتة في كل البنوك العالمية حتى أن شركة ميكروسوفت قد أدرجت دوال جاهزة لها ضمن برنامج إكسيل في مجموعة الأوفيس . ومن هنا نرى أن البنك السعودي لا يرحم عميله وإنما يهتم بحقوقه فقط , بينما البنك العالمي يعيد احتساب فائدته مراعاة لعميله وتشجيعا له على السداد . وطبعاً البنك السعودي يهبر من لحم المواطن المسكين برعاية أبوية حانية من المؤسسة الأم ولا حول لنا ولا قوة. أخيرا كم أتمنى أن تكون كل معلوماتي تلك غير حقيقية وتفوز بنوكنا المحلية في الرهان . 1 [email protected]