لحمة ٌ في خِضَمِّ الملحمة قرأت وشاهدت وبكل فخر قبل بضعة أيام عن زيارة الداعية الشيخ محمد عبدالرحمن العريفي للأخوة المرابطين من أبناء القوات المسلحة في جنوب الحبيبة وقد سبقها الكثير من الزيارات للكثير من الرموز الوطنية .. لقد كانت بالفعل زيارة ً تعكس أنموذجا ًعن مدى تلاحم المجتمع السعودي بمختلف تياراته الفكرية حول قيادته وأيضاً أثبتت في ما لا يدع مجالا ً للشك عن وطنيتها على الرغم من تقاطع بعضها في توجهات البعض الآخر ، كم هو جميل ٌ ذلك الشعور الذي ينتابني وأنا أرى بين الفينة والأخرى رموزا ً وطنية يجتمعون في ذات المكان الذي تنقله لنا حيا ً وعلى الهواء أحياناً أخرى عدسات الصحافة بين طيات صفحاتها المنطوية المقروءة ، وبعد أن ارتدوا البزة العسكرية المشرفة ليشدوا من وزر إخواننا المرابطين على ذات الحدود لدحر كل متسلل ٍ أشِرْ ، ولكن هذه الزيارة جعلتني أعتصر من ذاكرتي لما بعد الأيام الأولى لحربنا الوطنية ضد المتسللين ... فقد كنت أقرأ مقالات همز ٍ ولمز ضد الرموز الدينية من قبل بعض ممن نصبوا من أنفسهم متحدثين باسم الشعب ومع خالص حبي وتقديري لمبدأ الاختلاف معهم إلا أني لا أظن أن قولهم كان قولاً سديدا ، والأمثلة كثيرة ومنها ما هو أمامي في هذه اللحظة على هاتفيَ الجوال بعثها لي أحد كتاب جريدة الوطن الموقرة ويقول نص الرسالة: \"في الصميم .. الغياب المخجل لرجال الأعمال وأهل البر وجمعيات الإغاثة والعلماء وطلبة العلم وكل من كانوا يصدعون رؤوسنا داعين إلى نجده المستضعفين من المسلمين .. الأحداث الأخيرة كشفتهم \" .. ويضيف آخر من ذات الصحيفة قائلا ً : \" إن صمت مُعْتَلي المنابر عن شرعية قتال القوات المسلحة يسقط عنهم أقنعتهم ... لأنهم احتكروا الجهاد والقتال المشروع الذي لا يكون شرعياً إلا في أفغانستان والشيشان\".. لا أريد الآن وبعد أن شاهدنا عدة زياراتٍ لمختلف الرموز لإخواننا على الشريط الحدودي أن أقرأ أي مقالات تحمل بين سطورها عبارات تبريرية لأي طرف ضد أو مع أي طرف لأنني سئمت من قراءة ما بين السطور (ولا أظنها إلا الطريقة الفضلى لديهم). إن تلاحم المجتمع بمختلف تياراته حول قيادته في خضم خوض قواتنا المسلحة حرب دحر المتسللين لأمر يبعثُ إلى الفخر ، كما أن تقصير بعض الأخوة في واجباته الوطنية وتفرغه للاصطياد في الماء العكر أو ترديد أصوات من نصبوا أنفسهم أبواقا ً لآيات مدينة قم بعد أن قدستها مدارسهم - كتقديس إبره الحبشي حبشته وعج بالتلبية فيها- لأمر ٌ يبعث إلى الحيرة من أمرهم ومثلهم كمثل طائر أبو المنذر (إسم من أسماء الديك) – مع عظيمي تقديري لهم - الذي يطلق عنانه بالأذان ليسمع الآذان وليبلغ الجنان إذا ما انفلق الصبح لقبيل صلاة الفجر ولكنه يفضل البحث عن رزقه في التقاط حبوب الأرض العابرة عن الصلاة التي قد أذن لها. فيصل دخيل اليزيدي [email protected]