القات ثغرة تهدد أمن الآمنين عُرف عن منطقة جازان كثرة العلماء وحبهم للعلم وتطلعهم الدائم لنشره فقد اعتدنا سماع أخبار المبدعين في شتى المجالات من شباب يافعين وكبار نشطين للخروج بجيل له وزنه وكيانه وله دوره في خدمة الإسلام والارتقاء بالبلاد إلى العلالي .ودليل ذلك أننا نرى أبناء المنطقة يبرزون في كل المجالات الدينية والعلمية والثقافية والرياضية وغيرها في شتى مناطق هذا البلد الحبيب كل هؤلاء ما هم إلا جزء صغير من تلك الترسانة الضخمة من العقول النيّرة القادرة على الإتيان بكل ما هو مدعاة للفخر للإسلام ثم الوطن والعروبة ولكن ... جليد جمّد تلك الأدمغة في نسبةٍ تكاد تكون العظمى للأسف في منطقتنا الخصبة الصالحة لكل زراعة ...فقد شغل بال الكثير من الناس من كبار وصغار ,أغنياء وفقراء وصرفهم عن إلى الهمِّ به وبطريقة توفيره بل وجعل الكثير يتناسون واجباتهم المنوطة بهم تجاه أسرهم فهناك زوجاتٍ تحولن إلى خادمات لا يُجالسن ولا يُسامرن وإنما منفذات للطلبات من أكلات ومشروبات كما أصبح الكثير من الأبناء في حالة يُتمٍ معنوي بسبب آفة القات فكم من مراهقٍ احتاج للتوجيه وإثبات الذات والأب في غفلةٍ في مجالس القات وكم من فتاةٍ كانت ضحية مفسدةٍ بسبب بُعد الأب الذي يلاحظ ويهذب ويعدل أو الأم التي أثقل كاهلها ما تخلى عنه الأب بسبب سعيه وراء القات ومجالسه فانحسر دور الأب فقط على توفير المأكل والمشرب فقط لا غير . فماذا نتوقع من هؤلاء الشباب والفتيات وكيف سيكون منتهى طموحاتهم وهم يرون الأب تمر عليه الأيام والأشهر والسنين وقد أسرت تفكيره هذه النبتة العديمة الفائدة الجمة المساوئ وهو يجتهد في توفيرها والإعداد لمجالسها بينما ركْب الحضارة والتقدم والثقافة يتجاوز هذه الفئة من الناس . ولو تحدثنا عن مساوئ القات لطال بنا المقام ولكن من أهم هذه الأضرار أنها تهلك المال وتتسبب في الخلافات والمشكلات الأسرية وتقتل الوقت وتهدره وهي علاوةً على ذلك من أهم الدعائم المادية التي استند عليها المتمردين الحوثيين الخونة في عملياتهم التخريبية ضد بلادهم و بلادنا الحبيبة كونها تُزرع في المناطق الجبلية من اليمن فهي في أغلب الظن مصدر كسبهم وربحهم. لابد أن يعي الجميع أنه مادام لها زبائن فلن تنقطع ومادامت لن تنقطع فستكون هناك ثغرة تنغص أمن الآمنين ,وما سينقطع هو سير الإبداع وصقل المواهب وستتضاءل همم الشباب بل وفي معظم الأحيان ستتوجه طاقاتهم لطريق القات وجلسات السمر العقيمة .هنا يجب على الجميع أن يجاهدوا من أجل تحرير أجيالنا الذين هم عماد أمتنا وحاملي راية إسلامنا ليثبتوا للعالم أن عقولهم النِّيرة قادرة على الإبداع .