تختلط لدينا مشاعر الحزن والغبطة عندما نسمع عن شهيدٍ قدم نفسه ابتغاء جنةٍ عرضها السماوات والأرض ثم فداءاً للوطن الغالي الذي يستحق من كل فرد من أبنائه الذود عنه وبذل الروح فداءاً له وها نحن نشاهد جنودنا البواسل وهم يعتلون ذروة سنام الإسلام بالجهاد في سبيل الله سعياً لكسب إحدى الحسنيين . أما نحن كمواطنين وبالأخص أبناء منطقة جازان فكيف لنا أن نساهم في حماية بلدنا الحبيب ونجاهد من أجل دحر هذا الخطر المحدق بالأمة ؟! جميعنا يعلم أن الجهاد ليس حكراً على استخدام السلاح في جبهة القتال بل المجال متاح لنا أبناء هذه المنطقة الغالية وذلك يكمن في دورٍ مهم وفعال رغم سهولته ويسر تنفيذه ولو أن كل فرد قام به لكانت منطقتنا نظيفة آمنة , لابد لنا أن نصلح ما كنا نقترفه بفعل اللا مبالاة والتواكل , لابد لنا أن نقف جنباً إلى جنب مع حماة الوطن من قواتٍ مسلحةٍ و شرطةٍ وغيرهم من العيون الساهرة لأمن بلادنا الحبيبة في منع تسلل المخالفين القادمين عبر حدود دولة اليمن فهم كانوا ولا يزالون الداعم الأساسي لهذه الشرذمة الضالة بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر وإن دورنا هنا لهو في غاية السهولة فليس علينا حمل المصابيح والذهاب في حملات بحث وتعقب وإنما نمارس هذا الواجب المنوط بديهياً ودينياً ووطنياً بنا من خلال التبليغ عنهم عندما نراهم أو نعرف أماكن تواجدهم ونكون بذلك قد اسهمنا بشكل فعّال في حفظ أمن واستقرار البلد وحتى على الجانب الاقتصادي والاجتماعي سنؤمن لأبناء وطننا من الشباب العاطلين عن العمل فرصاً لا بأس بها لكسب رزقهم بإذن الله . ولعل من أهم الدلائل التي شاهدتها وأشاهدها كل يوم , ذلك البائع السعودي الذي يبيع الخضروات والفواكه في محله الذي يتكبد فيه دفع إيجار دوري وتسديد فواتير للكهرباء ويأتي هذا المخالف بكل بساطة ليقف مقابلاً محله ويبيع سلعه بتسعيرة أرخص من أخينا السعودي فهذا المخالف –طبعاً- ليس عليه إيجارات أو فواتير . إن هؤلاء المخالفين جاءوا من بلدهم من أجل الكسب السهل أو الغش والسرقة فنجد أغلبهم يبيع على بيع الآخرين ويمتهن النجش وتلقي الركبان ضارباً بعرض الحائط كل الاعتبارات الدينية والأخلاقية ... كان ذلك واحد من الأمثلة وهي لا تحصى وأما الجرائم من سطو وسرقة وتهريب واتجار في المخدرات فلو تحدثنا عنها لطال بنا الحديث ومن أخرى فإننا إن تغلبنا على هذه الظاهرة فقد اسهمنا أيضاً في الرقي بالأوضاع الاقتصادية في دولة اليمن من خلال عودة الإخوة اليمنيين لاستصلاح أراضيهم وزراعتها وكسب رزقهم منها وستنتعش أسواقهم وتشيد مبانيهم بكثرة اليد العاملة ممن هم الآن يملئون منطقتنا . فالنساهم ونكون اليد الثانية لهؤلاء الشجعان الذين يسهرون في الميدان فهم حماة الثغور ونحن يجب أن نكون لهم حماة الظهور.