فلم أتمالك نفسي حيث هامت دمعتان من عيني إحداهما تغبط منطقتي على الاهتمام , والأخرى دمعة فرح وسرور عن وضع هذه المنطقة بين مثيلاتها من مناطق مملكتي التي رواها القلب الحبيب عبدالله , ونفث فيها من فيه عجائب الحياة , وأسرار النقاء والصفاء , وخلع عليها ثياب القيادة والريادة , وبينما أنا أكاد أفقد عقلي من الحبور وقفت منطقتي جازان تخاطب الجميع قائلة : الحمد لله كساني حب قادتي , وحباني إهتمام ولاة أمري , ملّك قائد مسيرتي عليّ ابن أخيه , فزادني شرفاً ودثرني ترفاَ , واستشرف بي القرن , بوضعه بيديه الكريمتين , أساس مدينته العلمية والتنموية على ضفاف رمشي الساحر , فكان اهتمامه رعاه الله كحلاً زيّن مني المآقي , ونامت فيه ملء الجفون أحداقي , وفيما انهمك أبنائي وإخوانهم من الرضاعة من سائر الوطن في عملية البناء والإنشاء , أنهكت أطرافي تسللات فيروسات خبيثة , وجراثيم كريهة , أخذت تدمي قلبي , وتطعن مهجتي , وتهدد عقلي وجهاز مملكتي العصبي , فسرى الوهن في جسدي , وارتعشت يديّ , ولم أعد قادرة على إبداء زينتي , ولا ارتداء حليتي , فبدوت شاحبة ساهمة خاملة , فلما أحس أميري الحبيب وحاكمي الأريب الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود ذلك مني , أطلع مقام مليكي نور عيني وبهجة خاطري على الأمر , وما هي إلا لحظات وإذا بأرتال فلذات أكباد أخواتي , من باقي المناطق تمتطي صهوات آلياتها تردفها زغاريد النصر , وصيحات الفوز , تغذ الخطى تلقاء أطرافي , تعزف سلام الوطن , وتغني ألحان الشجن , تؤازرها أسراب من صقور الجو , تطير على رحابي برداً وسلاماً , وترمي الجراثيم والفيروسات بالحمم , وتوردها العلقم , واختلط طيبي بدم حبيبي , وشيئاً فشيئاً أخذت أنتشي , وأعود لسابق عهدي , وأمضي برعاية ولاة الأمر -رعاهم الله – حيث تحقيق الوعد بالعلم والعمل , رفعة للدين , سمواً بالوطن , خدمة للبشرية , وها أنا أمام الجميع , لبسي الحرير , وحليتي حب الجميع ,فلا بأس طهور إن شاء الله , حيث أخذت المضادات الحيوية اللازمة , واستعملت الصفات الملكية المناسبة , فشفيت ووقيت بحمد الله وأنا الآن أنام قريرة العين , خريدة , نؤومة الضحى دلالا لحسن الرعاية للمهتدي , وطبق الرماية للمعتدي , وإني لأشهد الله العظيم , ثم أشهد كل ناظرٍ وسامعٍ وقارئ , على الإخلاص والتقوى , والطاعة والولاء , والسمع والفداء , لكل شبر ضمه الموحد العظيم (عبد العزيز) , فنحن بالله ثم بقادتنا ننظر للأمام , تبعاً لعالي المقام , للجميع مني الأحترام , وعليكم ومنكم من الله السلام فصحوت من نومي على ضجيج المكان بالتكبير , والابتهاج , لأتابع في شريط أخبار قناتنا الأخبارية , إنجازات قواتنا الباسلة , فأقشعر بدني , وأحسست بدبيب الحياة في شعري , عزة وكرامة , فرحة بما أرى , وسعادة بعزم جيشٍ سقى بالدماء تراب الوطن , فأستحق الحياة السرمدية , والتحية الأبدية , ولا زال للمجد بقية , يا رجالنا البواسل , فسيروا بعون الله , كلنا انتم , وكلكم نحن , ونحن بعد الله , عبدالله القيادة , سلطان المحبة , نايف العزة , يدنا عليا , ويد الظلم والجور سفلى , مهما امتدت مغلولة بإذن الله وإلى الملتقى في ساحة الشرف وميدان الحسنيين – أرض جازان – في حلمٍ قادم , ينام فيه المواطن والمقيم ملء جفونه برعاية الله , ثم برعاية ولاة الأمر , ويسهر جراها , ويصلى نارها حوثي المجوس وهمهمات الملالي , وأعوانهم , ويضطرمون بنارها , دنيا وآخرة بإذن الله .