كتم آهاته، وأخفى أوجاعه، وحبس دموعه، صبر كثيراً على السجن وعزلته، وتخلى الكثيرون عنه. فضل الصمت وإتمام مدة سجنه حتى يخرج، ويستطيع سداد الديون التي أرقت مضجعه وحرمته من أسرته. لكن الظروف لم تمهله، وأبت إلا أن تجبره على سكب الدموع. كيف لا وقد فجع بوفاة ابنته ودخول ابنته الأخرى وشقيقها إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الملك خالد، إثر تعرضهم إلى حادث مروري. هنا اضطر الشمري، وهو سعودي في العقد الرابع من عمره، إلى التحدث وطلب المساعدة، فهو لم يعد قادراً على تحمل السجن وفراق ابنته في آن واحد، خصوصاً أن الخطر ما يزال يهدد ابنته الأخرى وشقيقها. ويناشد الشمري الذي يقبع خلف قضبان سجن حائل العام أهل الخير الوقوف معه في محنته، وإنقاذه من براثن الديون التي أدخل بسببها إلى السجن. ويقول: «دخلت السجن منذ أكثر من عشرة أشهر، إذ أنني كنت أملك مكتباً لاستقدام العاملات المنزليات، وتعرضت لعملية نصب من أحد الوكلاء في البلدان الآسيوية، ما وضعني في موقف حرج مع الكثير ممن تقدموا لدي بطلب الحصول على خادمة»، موضحاً بأن عدم قدرته على سداد تلك المبالغ قادته إلى دخول السجن. ويضيف: «عندما أتذكر تلك الديون لا أستطيع النوم، فهي كثيرة وأنا وأفراد أسرتي عاجزون عن الإيفاء بها»، موضحاً بأنها تتجاوز ال 300 ألف ريال. ولم تكن الأوضاع المالية للشمري مستقرة حتى قبل دخوله السجن، خصوصاً بعد تعرضه لعملية النصب، «أسرتي عانت الكثير بسبب سوء الوضع المادي، وزادت الأمور سوءاً بعد دخولي السجن، أشعر أنني سببت لهم الكثير من الآلام والأحزان، حتى أنه ليس لديهم سيارة أو منزل يشعرون بالاستقرار فيه، وهذا ما يجعلني أطلب المساعدة للخروج من السجن»، لافتاً إلى أن زوجته وأبناءه يسكنون في منزل شعبي متهالك ومستأجر في حي البادية ويتولى شقيقه إعالتهم.