أعربت الصحف الاسرائيلية أمس عن قلقها ازاء "الأزمة المفتوحة" مع واشنطن بعد الاعلان عن مشروع الاستيطان في القدس العربية المحتلة خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن. وجاء هذا بعد يوم من استدعاء الخارجية الأميركية السفير الاسرائيلي مايكل اورن للاعراب عن تحفظها من الاعلان الاسرائيلي. وقد ابلغ نائب وزيرة الخارجية الأمريكية جيمس ستاينبرغ السفير بأن ادارة الرئيس باراك اوباما تشعر بالغضب ازاء تزامن الاعلان الاسرائيلي مع زيارة بايدن. وكتبت صحيفة "هآرتس" أمس ان "الأزمة التي كنا نتوقعها منذ زمن بين (اسرائيل) والولايات المتحدة منذ تولي بنيامين نتانياهو مهامه (كرئيس للوزراء) قد نشبت". وقالت ان "ساعة الحقيقة دقت بالنسبة الى نتانياهو الذي سيضطر للاختيار بين قناعاته الايديولوجية وتحالفه مع اليمين من جهة وبين ضرورة الحفاظ على دعم واشنطن من جهة أخرى". وترى معظم الصحف ان هذا الدعم مهم خصوصا وان (اسرائيل) تعتمد على واشنطن لوقف برنامج ايران النووي. وكتبت صحيفة "معاريف" ان "الازمة بين الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية هي الاخطر منذ عقد" تحت رسم كاريكاتوري ظهر فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما وهو يطهو نتانياهو في اناء. واضافت الصحيفة ان رد فعل نتانياهو على الانتقادات الاميركية "يدل على هلعه" عندما استدعى مساء السبت وزراءه السبعة المقربين لاجتماع طارىء لاتخاذ قرار بشأن انشاء لجنة ادارية مكلفة تفادي تكرار مثل هذه الازمة الدبلوماسية. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه "انذار" اميركي حول تجميد الاستيطان ستواجهه (اسرائيل) بعد ان "بصقت في وجه" حليفها الرئيسي. واكدت صحيفة "اسرائيل هايوم" القريبة من نتانياهو ان "اسرائيل استخلصت الدروس" من هذه القضية معتبرة ان "رد الفعل الاميركي مبالغ فيه" نظرا الى اعراب (اسرائيل) عن اسفها لاهانة حليفها. وفي التاسع من اذار/مارس اعلنت وزارة الداخلية موافقتها على مشروع لبناء 1600 مسكن في حي استيطاني في القدسالشرقية. واثار الاعلان غضب الفلسطينيين وادانات في العالم. وابلغت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة ان قرار بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية يشكل "خطوة سلبية جدا" بالنسبة للعلاقات الثنائية بين الجانبين. وصرح نتانياهو للصحافيين لدى بدء جلسة حكومته الاسبوعية في القدسالمحتلة "لدى قراءة الصحف اقترح الا نصاب بالهلع وان نحافظ على الهدوء. نعرف كيف نعالج هذا النوع من المواقف برباطة جأش". وكان نتانياهو اتصل قبل بضع ساعات بالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل المعروفة بتأييدها الأعمى للممارسات الاسرائيلية ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني مؤكدا لهما عدم "تسريع وتيرة الاستيطان" في القدسالشرقية. واكد نتانياهو ان سياسته لا تختلف عن سياسة اسلافه، مشيرا الى ان "كل الحكومات المتعاقبة في اسرائيل شجعت على بناء احياء يهودية" في القدسالشرقية بعد احتلالها في حزيران/يونيو 1967.