منحت وزارة التربية والتعليم مديري التربية والتعليم في المملكة صلاحية تحويل المعلم إلى عمل إداري إن رأى ذلك والرفع للوزارة بهذا القرار في حال ثبوت قيام المعلم بعقاب الطالب بدنياً. ووجهت الوزارة إدارات المدارس عبر إدارات التربية والتعليم بنقل الطالب حال ثبوت تعدي المعلم عليه بدنياً إلى الجهات الصحية وإعداد محضر إثبات الحالة وتوثيقه من خلال الإفادات من جميع الأطراف. وأوضح مصدر(فضل عدم الكشف عن اسمه) ل «الحياة» أن الوزارة شددت على إعداد تقرير شامل إذا كان الإيذاء البدني أو النفسي له تأثير على الطلاب، ورفع جميع الأوراق المتعلقة بالحالة إلى مكتب التربية والتعليم. وطلبت الوزارة من المشرفين التربويين زيارة المدرسة بعد توجيه مدير مكتب التربية والتعليم للتأكد من سلامة الإجراءات ومتابعة رفع المعاملة من مدير المدرسة إلى مكتب التربية والتعليم وإعداد تقرير شامل إذا كان الإيذاء البدني أو النفسي له تأثير على الطلاب. وأكدت أهمية فتح ملف من مدير مكتب التربية والتعليم للقضية وضمها لملف المعلم في حال وجود سابقة في قضايا المعلمين ومتابعة سير القضية حتى انتهائها مع الاطلاع على التقارير وإبداء المرئيات حيال ذلك. ولم تغفل الوزارة أهمية دور مشرف قضايا المعلمين حيال ذلك، إذ طالبته بالتنسيق مع إدارة المتابعة في التحقيق عند توجيه مدير التربية والتعليم بذلك، ودرس القضية دراسة أولية واستكمال ما تحتاج إليه، وإعداد محضر للقضية وعرضها على لجنة قضايا المعلمين لدرسها، مع إبداء الرأي التربوي حيالها وعرض رأي اللجنة على مدير التربية والتعليم. وأكد أطباء في علم النفس أن العقاب البدني للطلاب من شأنه أن يسبب آثاراً سلبية منها اهتزاز شخصية الطالب وفقدان الثقة بنفسه وتعطل ظهور مهارته وفكره الإبداعي، إلى جانب عدوانيته وبروز سلوك الضدية وكرهه للمدرسة. يذكر أن إجراءات الوزارة تأتي في الوقت الذي ينادي فيه تربويون باللجوء إلى البدائل التربوية الحديثة التي تساعد في التخلص من ظاهرة استخدام الضرب في المدارس منها تكليف الطالب المشاغب بأعمال تخص الصف لإشعاره بقيمته والرفع من شخصيته لان تصرف الطالب المشاغب يصدر منه هو لإثبات الذات ومحاولة لفت الانتباه، واقترح التربويون بدائل أخرى، منها أن يقوم المعلم بتعليم الطالب السلوك المرغوب فيه ومكافأته عليه وشكره وإشعار ولي الأمر كتابياً بمخالفات ابنه أول بأول وتوثيق ذلك، مع استخدام لوحة الشرف للطلاب المثاليين، والصبر والتدرج في العقاب بحسب تعاليم الانضباط المدرسي والتشجيع والثناء للمجتهدين والمنضبطين.