سبأ نت - أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في اليمن عن اكتشاف قناة ري أثرية، في منطقة "وادي الزبل"، بمديرية "ميفعة عنس"، الواقعة بمحافظة "ذمار" وسط البلاد، تعود إلى فترة "الحضارة الحميرية"، قبل ما يزيد على ألفي عام. وقال مدير هيئة الآثار في ذمار، علي ضيف الله السنباني، إن الكشف الأثري الجديد يتمثل في قناة مائية أو نفق للري، شقه الفلاح اليمني القديم، مشيراً إلى أن القناة المكتشفة شبيهة بالأفلاج المعروفة بتصريف المياه، لكنها تمتاز بتقنيات أكثر تميزاً، بشكل يبرز براعة اليمنيين القدامى في هندسة الري. وأشار السنباني، إلى أن القناة تمتد في اتجاهين مختلفين، لافتاً إلى أن الجزء المتجه غرباً يصل طوله إلى أكثر من 200 متر، وشُق يدوياً بين الصخور الرطبة، بعرض 70 سنتيمترا، ويصل ارتفاعها إلى أكثر من تسعة أمتار. كما كشف أن القناة مسقوفة بالأحجار المستوية مستطيلة في بعض الأجزاء، بينما تتغلغل في جوف الصخر في أجزاء أخرى، ويوجد في بداية القناة "سلم" حجري منحوت على الصخر، يقود إلى فتحة في الأعلى، مغطاة بصخور مسطحة، يُعتقد أنها فتحات للتهوية والإضاءة، استخدمت أثناء شق القناة. ورجح السنباني أن الفترة الزمنية التي تم شق القناة خلالها تعود إلى عصور الحضارة الحميرية أو ما قبلها، مشيراً إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد العمر الزمني للاكتشاف بالشكل الدقيق، خصوصاً أنه لم يتم حتى الحصول على قطع فخارية أو فحم، ليتم من خلالها تحديد العمر الزمني بدقة. وذكر أن قاع القناة المائية مليء بالأتربة، معرباً عن توقعه أن يكون ارتفاع القناة أكثر من تسعة أمتار، بينما تظهر على الجدران الترسبات الخاصة بركود المياه، والتي تبين أن المياه كانت ترتفع من متر إلى متر ونصف، وتنخفض لتصل إلى ما بين 20 و25 سنتيمترا. ووصف المسؤول اليمني الاكتشاف بأنه "يمثل قيمة علمية وتاريخية هامة، على اعتبار أن الحضارة اليمنية هي حضارة الماء والحجر، ويفتح المجال إلى مزيد من الدراسات البحثية في مجال هندسة الري، وإبراز الطرق التي كان الإنسان اليمني القديم يتبعها لاصطياد المياه، والتفنن في حجزها وتصريفها