انتقد الداعية والمقرئ السعودي عادل الكلباني أوضاع الأئمة والخطباء في البلاد، مؤكدا حاجتهم إلى مزيد من التأهيل العلمي والمعرفي، وتطوير المهارات لدى الخطباء، متأسفاً على واقع كثير من المساجد. وقال الكلباني في برنامج "وجوه إسلامية" الذي يبث على"العربية" إنه لو كان الأمر بيده لوضع شروطا عدة لتعيين الأئمة منها أن يكونوا مجازين ويملكون أصواتا جيدة، مضيفا: "أنا لا أؤيد إماماً يجمع الناس في المسجد.. أريد إماماً يحافظ على من عنده من المصلين بحيث لا يذهبون إلى مساجد أخرى بحثا عن الأصوات الجميلة، بالنسبة للخطباء ستجد بأن خطباء كثيرون في مساجد كثيرة لا تتحمس للعودة مرة أخرى إلى سماع خطبهم في يوم الجمعة، وهذا يبدو لي ضعفا في الدورات وطريقة الإلقاء، وهذا قد يدخلنا في متاهات الانتقاد التي قد لا تُرضي الكثير من الناس". ولا يفكّرُ الشيخُ الأسمرُ كثيراً في الأفكارِ العنصرية التي قد تُعيقُ طريقَهُ، وتقفُ أمامَهُ، فهو لا يلمَسُ وجودَها أصلاً في العلنِ، وإنْ كانَتْ تدورُ في الخفاءِ، وعلينا أنْ نحاربَها، وفي هذا الصدد يوضح: "مهمتنا نحن أن نعالجها (الأفكار العنصرية) أو بالأحرى أن نحاربها حتى نستطيع أن نخفف من آثارها، وأن نكون على المنهج الملكي الذي يسعى له خادم الحرمين الشريفين الذي يجمع بيننا "السعودية"، وبهذا لايهم أن تكون من شرق البلاد أو غربها أو جنوبها أو شمالها، المهم أن تعطى الفرصة لتخدم دينك وبلادك". واتجهَ الكلباني في بعض الأوقات إلى انتقاد بعضِ الشخصياتِ الإسلاميةِ البارزة، فاعتبرَ أنّ الشيخَ عائض القرني يعيشُ "غفلةَ الصالحين" والشيخَ محمد النجيمي يُبرّرُ أخطاءَهُ بالدينِ حينَ خالطَ النساءَ، والشيخَ سلمان العودة كانَ في السابقِ أفضلَ، معتبراً أنَ النقدَ يجبُ ألاّ يغضبَ أحداً. وفي توضيح لموقفه من د.سلمان العودة، يقول: "أنا لم أنتقده، ولكنني قلت أنني أراه في السابق أفضل من الآن من ناحية الإفادة العلمية، وربما أكون أنا المخطئ لأن كلامي في النهاية رأي يحتمل الخطأ والصواب" ويتابع "حدثت بيني وبين الشيخ سلمان عدة لقاءات واستشارات في أكثر من مرة بعد أن قلت كلامي السابق، وهوعنده من الحكمة والعقل ما يجعله يستوعب آراء وانتقادات الآخرين". وأضاف: بالنسبة للشيخ عائض القرني، فقلت له (أرجو أن تحدد مواقفك وآرائك بشكل واضح) لأنني إلى الآن لا أعلم ماذا يريد، فكل يوم له (شطحة) وكل يوم له رأي وفي اليوم التالي له رأي معاكس تماماً". وكان الكلباني قد كتب مقالا بعنون "الستالينيون السلفيون" ردا على شخص هاجمه بسبب بعض "مواقفه الجريئة"، قائلا "رحمَ الله ابنَ باز وابنَ عثيمين، لو كانا حيّينِ لأمرا بسَجنِه وجلده". وفي معرض شرحه وتبريره لما كتبه في مقاله، أوضح "عندما قلت (الستاليون السلفيون) كنت أتكلم عن فئة معينة، وهذا لايعني أنك تنتقد جزءا من مجموعتك أو منظومتك، ولا يعني أنك تخرج منها. أنا أعتبر نفسي سلفيا قح، وقد انتقدت السلفيين لأني رأيت خللاً فيهم، ولا يوجد أحد عاقل يهدد آخر بقوله (لو كان ابن باز وابن عثيمين موجودين لقطعوا لسانه وسجنوه)، فالإسلام ليس مرتبطا بأحد والمشكلة أن ابن باز وابن عثيمين ماتوا قبل عشر سنين، فهل ضاع الدين؟! مستحيل..مات محمد صلى الله عليه وسلم وانتشر الإسلام ومات أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، والصحابة كلهم، ولم يمت الإسلام لأنه غير مرتبط بأشخاص".