في الوقت الذي تعاني فيه الجهات السعودية المختصة بضبط الحالة في محيط المشاعر المقدسة من مواجهة المجموعات التي تحاول أداء فريضة الحج بتأشيرة عمرة، لم يجد رجل دين سعودي بارز مانعا من تحريم أداء فريضة الحج لمن قدم من بلاده بتأشيرة عمرة. السعودية تمنح الراغب في أداء العمرة تأشيرة خاصة لأداء الفريضة، وتمنح الراغب بأداء الحج تأشيرة خاصة بالحج فقط، تخوله المكوث في مكةالمكرمة فقط، ولا تخوله السفر إلى مدينة أخرى من مدن البلاد. تصريحات رجل الدين والمستشار في الديوان الملكي السعودي الشيخ عبد المحسن العكبيان ل«الشرق الأوسط» ستكون سندا ولو بشكل غير مباشر لبعض من الجهات الرسمية في المملكة، التي تعاني من تخلّف بعض قاصدي بيت الله الحرام عن العودة إلى بلادهم، وبالتالي مخالفة بنود تأشيرة خولته من الدخول لأداء النسك. رجل الدين العكبيان اعتبر تأدية العمرة لمن دخل أراضي بلاده للعمرة فقط أمرا جائزا لا إشكال فيه، أما من قدم للبلاد بتأشيرة عمرة وبقي متخلفا حتى موسم الحج فهذا أمر محرم لا يجوز شرعا، على اعتبار ذلك تحايلا على الأنظمة، التي يراها العبيكان من المحرمات. الشيخ العبيكان قال في تصريحات عبر الهاتف: «التحايل على الأنظمة لا يجوز شرعا، الأنظمة وضعت لمصلحة المسلمين عموما في الداخل والخارج، والتحايل عليها أمر غير جائز في الشريعة الإسلامية». وتضع الجهات الأمنية في السعودية يدها بشكل سنوي على أعداد ممن تصفهم ب«المتخلفين» بعد فراغهم من أداء العمرة بموجب تأشيرات الدخول الممنوحة لهم من قبل السفارات والممثليات السعودية في الخارج. ويرى رجل الدين الشيخ عبد المحسن العبيكان أن من الواجب على من يستخرج تأشيرة لأداء فريضة العمرة أن يؤدي الفريضة التي منح من أجلها تأشيرة الدخول، ومن يخالف ذلك فقد ارتكب أمرا محرما. وهنا قال الشيخ العبيكان، الذي عمل لسنين مستشارا عدليا في وزارة العدل السعودية، والمستشار في الديوان الملكي حاليا: «الواجب على من يأخذ تأشيرة عمرة أن يؤدي العمرة فقط، فلا يجوز أداء نسك لغير ما استخرجت له تأشيرة الدخول، ومن يأخذ تأشيرة حج فتكون للحج فقط، فلا يجوز أداء نسك لم يصرح له من قبل الجهات التي تفرض النظام وتطبقه». وبذلك تعزز فتوى الشيخ العبيكان موقف جهات أمنية سعودية تأخذ على عاتقها عدم دخول من لا يملك تصريحا رسميا للأراضي المقدسة. وتشترط تأشيرات الحج التي تمنحها السلطات السعودية مغادرة من تمنحه إذن دخول، عقب الفراغ من تأدية النسك مباشرة، ويختلف النسك بين حج أو عمرة.