ظهر فيديو بثته قنوات روسية ليلة الاثنين للطائرة التي سقطت مساء الأحد الماضي على مدرج مطار "كازان" عاصمة جمهورية "تاتارستان" الروسية، وفيه بدت "البوينغ 737" تهوي كما كرة مشتعلة بالنار وارتطمت بالمدرج، قاتلة كل من كان على متنها، وهم 46 راكبا وطاقم من 6 أفراد، ممن أعلنت "تاتارستان" الحداد عليهم أمس. الكاميرا التي صورت الطائرة في فيديو نشرته المواقع عن القنوات الروسية، تابعة لبرج المراقبة في مطار "كازان" حين وصلت إليه "البوينغ" من موسكو البعيدة 830 كيلومترا، وفي الحادث قتل من الركاب ألكسندر أنطونوف، مدير إدارة الأمن الفيدرالي في "تاتارستان" إضافة الى إريك ميننيخانوف، الابن الأكبر لرئيس "تاتارستان" المعروفة بغالبيتها المسلمة والغنية بالنفط والشهيرة بتصنيع السلاح. من التحقيقات الأولية اتضح حتى الآن أن ما حدث بعيد عن أي عمل إرهابي، ونتج عن خلل أمني تسبب بسقوط الطائرة فجأة عند محاولتها الهبوط على مدرج المطار "فاحترقت بالكامل من انفجار خزانات الوقود فيها" بحسب ما تناقلت الوكالات. مع ذلك، لا زالت لجنة تحقق بالملابسات، معززة بفريق مختص من الخبراء بعلم النفس للتعامل مع أهالي الضحايا، إلى جانب علماء دين مسلمين ونظرائهم من المسيحيين، فيما طوقت قوات الأمن والشرطة مكان السقوط، إلى أن تم العثور بجواره على الصندوق الأسود، فتم إرساله للفحص المخبري في موسكو. أما شركة "طيران تاتارستان" المالكة للطائرة منذ اشترتها مستعملة 15 سنة قبل 8 أعوام، فنفت المتحدثة باسمها، جولناز مينيخانوفا، ما قاله راكب كان على متنها في رحلتها قبل الأخيرة إلى موسكو، حين أكد أنها "كانت تطير بشكل يوحي بأنها تعاني من خلل في سيرها، فضلا عن مواصفات صالونها التي تشير إلى الإهمال، مع أعطال كثيرة في المقاعد" كما قال. وأضافت جولناز أن المعطيات الأولية تشير إلى أن أسباب الحادث تتوزع ما بين خطأ من قبطان الطائرة، أو عطل فني، أو ربما بسبب نوعية الوقود، أو نتيجة للظروف الجوية، لأن الرياح كانت قوية والسماء ملبدة بالغيوم فوق المطار ليلة الكارثة، بينما كانت درجات الحرارة أعلى من الصفر بقليل، واعترفت بوجود صعوبات تمنع الكشف عن هوية معظم القتلى "لأن جثثهم احترقت وتفحمت بالكامل". وراجعت "العربية.نت" أخبارا على هامش الكارثة، ومنها ما ذكرته صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الموسكوفية، من أن ابن رئيس تتارستان، القتيل في الحادث بعمر 25 سنة "تمكن من إقناع زوجته الفرنسية الأصل، انتونيا غيشار، التي تصغره بعامين، أن لا ترافقه بالرحلة، فنجح في مسعاه وتملصت من موت كان حاسما عليها، من قلة عنادها كما يبدو. وكان إريك الذي تزوج من أنتونيا في أغسطس/آب الماضي يسمح لها بأن ترافقه في رحلاته كمبعوث لبنك "أك بارس" لكنه رغب أن لا ترافقه إلى موسكو في الأسبوع الماضي، فاقتنعت لأنها حامل هذه المرة بطفل أخبرها الأطباء بأن موعد ولادته هو الشهر المقبل. شاهد الفيديو