لا يكاد يمر عام، إلا وتسجل أكثر من حالة من الأخطاء الطبية بحائل لتؤكد سوء الخدمات المقدمة للمرضي وضعفها الشديد، إذ يعاني مواطنو منطقة حائل من تدنٍ شديد في الخدمات الصحية بالمنطقة. ونسمع كثيراً عن شخص ذهب إلى أحد مستشفيات حائل يمشي على قدميه وخرج بسيارة الإسعاف إلى "المقبرة"، وآخر أجريت له عملية في قدمه اليسرى، في حين أن المرض في الأخرى. وبلغ عدد قضايا الأخطاء الطبية في مستشفيات حائل خلال العامين الماضيين والتي تم الرفع بها للهيئة الصحية الشرعية في منطقة القصيم أكثر من 35 خطأ طبياً، بواقع 1.45 حالة خطأ طبي شهرياً في جميع مستشفيات منطقة حائل، ويتصدر مستشفى الملك خالد الأخطاء الطبية من حيث العدد. وعلى الرغم مما تنفقه الحكومة السعودية سنوياً في دعم القطاع الصحي والذي يقدر بمليارات الريالات لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين، إلا أن الخدمات الطبية تسير من سيئ إلى أسوأ. بدورها، ألتقت "المواطن" عدداً من المواطنين والإعلاميين بحائل، والذين عبروا عن استياء شديد إزاء الرعاية الصحية بالمنطقة، خاصة بعد وفاة فتاة بخطأ طبي بمستشفى الملك خالد، والذي شغل حيزاً كبيراً من الصحف السعودية والعربية. من جهته، قال الكاتب مسلم الرمالي: "تتجه الصحة بحائل إلى العناية المركزة؛ لأنها تعاني من أمراض مزمنة كثيرة أسبابها بيروقراطية وزارة الصحة، ووجودها بآخر أولويات الوزارة، ناهيك عن ضعف الإمكانيات والقدرات بصحية حائل ذاتها!، فلك أن تتخيل أن جميع المشاريع الصحية بحائل تجاوز العمل بها أكثر من عقد ومازالت تحبو كالسلحفاة، رغم وجود ميزانية تاريخية لم تشهدها المملكة منذ تأسيسها، فمنطقة حائل مع الأسف تعتبر متخلفة صحياً مقارنة بالمناطق الأخرى". وتسأل الرمالي : " أنا هنا كحائلي أطرح سؤال موجه للأمير سعود بن عبدالمحسن كأمير للمنطقة عن دوره في تذليل العقبات أمام أنجاز وتنفيذ المشاريع الصحية منذ عقد؟". وتابع الرمالي: "أعتقد أن صحة حائل ينقصها مبادرة أعيان ومثقفي المنطقة بالتوجه إلى مقام المليك المفدى وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني؛ لشرح معاناة الحائليين مع مشاريع حائل الصحية المتعطلة والمتعثرة منذ عقد، ناهيك عن المعاناة المستمرة بالذهاب إلى مستشفيات الرياضوجدة". وقال يوسف الزهير: "أرى أن الصحة بحائل تتجه للهاوية، فعندما يتم ذكر مستشفيات حائل وخدماتها للمواطن، فلا يتبادر للذهن إلا مقبرة صديان وخدمات غسيل الميت.. أما حول ما ينقصها، فينقصها الكثير، وأولها مسؤول مخلص يعي مدى المسؤولية، وما يحتاج إليه المواطن من خدمات حقيقية لا لوعود وهمية تشبع منها سابقاً، فلا أعتقد ذلك في ظل التخبط واتخاذ القرارات الارتجالية، فقد مضت عقود من الزمن وحال صحة حائل للأسوأ دون وجود خطط مستقبلية". وأضاف الإعلامي محمد الجارالله: "وهل في حائل صحة؟ للأسف حال المستشفيات في منطقة حائل يتصاعد بشكل سلبي من سيئ لأسوأ؛ فالأخطاء سابقاً كان تدور حول "فقدان مقص داخل بطن مريض" أو إعطاء أحد المراجعين وصفة طبية لمريض آخر أو زيادة جرعة أو نقصها، أما الآن فاستفحل الأمر، وأصبحت أخطاؤهم تودي بحياة الضحية، فالمريض يدخل على أقدامه ويخرج بالكفن". وأوضحت الإعلامية شعاع الفريح: "الصحة في انحدار شديد بحائل ومازلنا نمسي ونصبح على فاجعة جديدة وخطأ طبي يذهب ضحيته أرواح بريئة، ذنبها أنها قصدت الصحة لتخرج محمولة على الأكتاف، فانعدمت الثقة في الصحة بحائل، وأصبح الكثير من أهل المنطقة يقصد المستشفيات من خارج المنطقة للعلاج". وطالبت بتحسين الأوضاع لأنه إذا استمر الوضع على هذا الحال فما أصاب نوير الشمري رحمها الله وغيرها سيصيبنا ونكون نحن الضحايا القادمين. وأضاف خالد الصعيدي: "باختصار تتجه الصحة للهاوية، وهي بانحدار شديد وينقصها التغيير الجذري للكوادر الطبية والفنية والإدارية (إلا من رحم ربي) وهم قليل".