أكدت الجمعية الفلكية بجدة أن المملكة وكامل المناطق الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية شمال خط الاستواء، تشهد حدوث الانقلاب الصيفي وبداية فصل الصيف يوم الجمعة 21 يونيو عند الساعة 8:04 صباحا بتوقيت مكةالمكرمة. الانقلاب الصيفي هو حدث فلكي، يتسبب في حدوثه ميلان الأرض على محور دورانها حول نفسها و حركتها في مدارها حول الشمس. وفي توقيت حدوث الانقلاب الصيفي يكون شروق الشمس في إفريقيا وغروب الشمس فوق المحيط الهادي وتكون الشمس مرتفعه ظهرا فوق شرقي أسيا، وتكون ساعات النهار في المناطق شمال خط الاستواء أطول من 12 ساعة، في حين أن كل المناطق جنوب خط الاستواء تكون فيها ساعات النهار اقل من 12 ساعة. وبينت الجمعية : أن بداية الفصول الأربعة تحدث استنادا إلى علامات سماوية محددة ، فالانقلاب الصيفي يحدث عندما تصل الشمس (ظاهريا) أقصى نقطة لها إلى الشمال من خط الاستواء ويكون القطب الشمالي مائل مباشرة باتجاه الشمس بحوالي 23.5 درجة، وتكون الشمس مباشرة فوق مدار السرطان بالقرب من حدود الصين وفيتنام، ولو كانت الأرض تدور حول نفسها بزاوية عاموديه مستقيمة إلى مستوى دورانها حول الشمس فلن يكون هناك أيام للانقلاب ولن يكون هناك فصول خلال العام. ويعتبر الانقلاب الصيفي علامة على أطول نهار في العام حيث يباكر الفجر والنهار يكون طويلا، وساعات الليل قصيرة، وتكون الشمس في أعلى نقطة لها في كل يوم أثناء عبورها السماء، في هذه الأثناء المناطق الواقعة جنوب خط الاستواء يبدأ لديها فصل الشتاء. وسيلاحظ الراصدون في هذا اليوم أن الشمس لا تشرق من نقطة الشرق تماما ، ولكنها تشرق إلى الشمال الشرقي و تغرب في الشمال الغربي وهذا يسمح لها أن تبقى فترة أطول من الوقت في السماء. وفي النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، يحدث العكس حيث تصل الشمس إلى أقصى نقطة لها إلى الجنوب من خط الاستواء وهي علامة على بداية فصل الشتاء هناك. وابرز ملامح فصل الصيف التي يتم ملاحظتها بالنسبة للقاطنين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، أن الفجر أصبح يأتي مبكرا وأصبح غروب الشمس يتأخر. و ارتفاع قوس مسار الشمس الظاهري عبر السماء في كل يوم . حيث تظهر الشمس مرتفعة في السماء عند الظهر ، وعند وقت الانقلاب، تكون ظلال الأشياء هي الأقصر وقت الظهر خلال العام. وبالنسبة للقاطنين في الدائرة القطبية الشمالية سيتمكنون من رؤية شمس منتصف الليل حيث أن الشمس تظل مرئية هناك طوال الليل. في حين أن القاطنين في الدائرة القطبية الجنوبية لن يروا الشمس خلال هذا الوقت من العام. أما المناطق بالقرب من خط الاستواء فان الشمس لا يحدث لها تغير كبير في السماء مقارنه مع مواقع جغرافية أخرى بعيدة عن خط الاستواء خلال هذا الوقت من العام. بعد الانقلاب الصيفي تبدأ الشمس في العودة (ظاهريا) بالاتجاه نحو الجنوب في قبة السماء من جديد، حيث تتبع الشمس مسار منخفض عبر السماء في كل يوم في النصف الشمالي من الأرض حتى تصل إلى نقطة حيث طول النهار هو تقريبا 12 ساعة عندها يحدث الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر المقبل. ومن المهم معرفة أن الأرض لا تتحرك بسرعة ثابتة في مدارها البيضاوي حول الشمس، ولذلك فان الفصول الأربعة ليست متساوية الطول، فالوقت الذي تستغرقه في الاعتدال الربيعي 92.8 يوم و الانقلاب الصيفي 93.6 يوم والاعتدال الخريفي 89.8 يوم و الانقلاب الشتوي 89 يوم ويلاحظ أنه في النصف الشمالي من الأرض الربيع والصيف يستمران فترة أطول من الخريف والشتاء. يشار انه منذ حوالي 5000 سنه ماضية، كانت الحضارات القديمة تعرف بان مسار الشمس الظاهري عبر السماء هو طول ضوء النهار، وان موقع شروق الشمس وغروبها يتغير بطريقة منتظمة خلال العام. ومن اجل تتبع حركة الشمس طوال العام. تم ببناء مواقع حجرية، عبارة عن صخور ضخمه في شكل دائرة موجودة حتى الآن في انجلترا وهي تنتظم مع شروق شمس الانقلاب الصيفي وهذا النوع من المواقع لم يكن منفردا في العالم. فحول نفس التوقيت كان اثنين من الأهرامات وبعدها أبو الهول قد بنيت في رمال مصر، فإذا وقف شخص أمام أبو الهول في الانقلاب الصيفي ونظر باتجاه الهرمين، سوف يشاهد بان الشمس تغرب بينهما تماما.