نشرت وكالة أسوشييتد برس أمس الجمعة تحقيقاً بشأن عمليات تعذيب مروعة ضد المدنيين اليمنيين في السجون الحوثية، نقلت فيه روايات صادمة حول أساليب تعذيب أودت بحياة الكثير من السجناء اليمنيين، وأجرت الوكالة مقابلات مع 23 شخصاً ممن قبعوا في السجون الحوثية وتعرضوا للتعذيب على يد عناصر الميليشيا، كما أجرت مقابلات مع 8 من أقارب المعتقلين، و5 محامين ونشطاء حقوقيين، وكذلك مع 3 ضباط أمن، ممن انخرطوا في عملية تبادل السجناء وقالوا إنهم شاهدوا آثار التعذيب على النزلاء. وبدأت الوكالة تقريرها بالحديث عن المسعف اليمني فاروق بعقر وهو يروي اقتحام المسلحين لمستشفى في مدينة الحديدة الساحلية، وعصبوا عينيه ودفعوا به في شاحنة، وذلك لإلتقاطه صورة " سيلفي " مع أحد الجرحى الذين قام بإسعاف بعد أن عذبته المليشيا، وأخبروه أنه بات عدوا للحوثيين الآن بعد أن قدم مساعدة طبية لخصمهم، منذ اعتقاله في منتصف 2016، قضى 18 شهرا في السجن، وخلال تلك الفترة، يقول إنهم أحرقوا أجزاء من جسده وضربوه وعلقوه في السقف، وأضاف بعكر في التحقيق أن مليشيا الحوثي استخدمت ضد الأبرياء من اليمنيين أساليب مختلفة من التعذيب بسبب مخالفتهم لتوجهاتهم. ولفت المسعف اليمني إلى أن المليشيات استخدمت في تعذيبها للأبرياء حمضَ الأسيد، وتحطيم الوجه بالضرب بالهراوات، والتعليق بالسلاسل من معاصمهم وأعضائهم التناسلية، وسكب البلاستيك الذائب على أجساد الضحايا، وحصلت الوكالة على فيديو مسرب لعناصر حوثية تعذب السجناء داخل مواقع التعذيب السرية، وقالت إن الفيديو أرسل إلى زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، لكنه لم يرد على الفيديو إطلاقاً، كما نقلت الوكالة روايات عن شهود آخرين قالوا إن "الحوثيين وضعوهم في زنازين تحت الأرض، معصوبي الأعين، لأكثر من 22 يوماً، وضربوهم بقضبان حديدية". وأفاد شهود آخرون إن عمليات التعذيب شملت تعليق السجناء في أعلى غرف التحقيق بواسطة أصفاد حديدية لأيام عدة، بالإضافة إلى ضرب رؤوسهم بالجدران، وأضاف آخرون: "كانوا يقدمون لنا طعاماً من الخبز اليابس، والخضروات القذرة المليئة بالحشرات والصراصير"، علاوة على ذلك أكد تحقيق الوكالة أن الكثير ممن تعرضوا للتعذيب أصبحوا مشلولي الحركة، ويتبولون ويتغوطون على أنفسهم، تماماً مثل حديثي الولادة، ومن بين طرق التعذيب الأخرى جلد السجناء عراة، وتقليع أظافرهم، والوقوف فوق أجساد السجناء، وإذابة زجاجات بلاستيكية على رؤوس المعذبين وأرجلهم. وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من 18 ألف مواطن يمني تعرضوا للسجن من قبل الحوثيين خلال السنوات الأربع الماضية، وأن أكثر من ألف حالة تعرضت للتعذيب في شبكة سجون سرية حوثية، ضمت مساجد وقلاعاً قديمة وكليات ونوادي. وتؤكد هذه الروايات أهمية الاتفاق على تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه في السويد، يوم الخميس، في بداية محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة بين المتمردين الحوثيين في اليمن والحكومة اليمنية، على الرغم من أنه لا يزال يتعين التوصل إلى تفاصيل، ونفى زعماء حوثيون في وقت سابق انخراطهم في عمليات تعذيب، رغم أنهم لم يردوا على طلبات متكررة من وكالة أسوشيتد برس للتعليق في الأسابيع الأخيرة.