أحلام لم تتجاوز رؤوسهم، وركضوا خلف مستحيلات العرب الثلاثة حينما قالوا الغول والعنقاء والخل الوفي، فالسهل ممتنع لديهم والصعب مقيد لأجل غير مسمى، عميت أعينهم عن الحق وزاغت ولا هادي إلا الله، وأين هم من الله، لا إسقاط لانحرافاتهم العقدية إلا في أعمالهم التي تعكس جرائمهم وصواريخهم التي يرمونها لجارتهم وشقيقتهم الكبرى "المملكة" التي ما فتئت يوماً عن مساندتهم على الحياة. بيد أن هذه الجماعات المنحرفة اصطلت بنفس النار التي أوقدتها، وفشلت في كل محاولات العدوان التي بيتت النية من أجلها نحو دار الحرمين الشريفين، فالدفاع الجوي الملكي السعودي كان بالمرصاد لكل شاردة وواردة، وأضحت صواريخهم ألعاب طفل صغير لا تتجاوز حدود منزله. حول ذلك، قال المحلل والكاتب السياسي فهد ديباجي: لا شك عندي بأن الصاروخ الباليستي الحوثي الإيراني الذي أطلق على جنوبالرياض والذي تم اعتراضه، هو نتيجة التخطيط الإيراني وبتمويل من حكومة تنظيم الحمدين وتنفيذ حوثي، فإيران ترسل صواريخها لليمن بهدف إجراء تجارب عملية لصواريخها لتتأكد من مدى نجاح هذه الصواريخ أمام عدوها الرئيس في المنطقة. وتابع قائلاً: إن إطلاق الصاروخ هو ردة فعل طبيعية ومتوقعة ومحاولة يائسة لرفع الروح المعنوية لجنودهم بعد الهزائم والانكسارات المتوالية في جبهات القتال وفي الساحل الغربي وفِي صعدة، إننا في كل مرة يتم إسقاط صاروخ نؤكد لهم ولكل العالم بأن صواريخهم سيكون لها جنودنا البواسل بالمرصاد بعد توفيق الله، وأن تصدي قوات الدفاع الجوي السعودي لعشرات الصواريخ الحوثية يثبت أنها على أعلى مستوى من الاستعداد، وأنها استطاعت زرع الثقة عند المواطن والمقيم في جميع مدن المملكة، وأما الرياض وأهلها فهي عصية عليهم وعلى صواريخهم، وأن المملكة ستكون بالمرصاد لثالوث الشر والإرهاب في المنطقة إيران، وقطر، وأذنابهما من الإخوان، وحزب اللات، والحوثيين، إننا بفضل الله ثم بفضل القوات الجوية الملكية السعودية أصبحت صواريخ الحوثي مجرد ألعوبة للأطفال يفرحون ويستمتعون بسماعها ومشاهدتها، ونسأل الله أن يديم الأمن والأمان ويحفظ بلادنا من كل مكروه. بدوره قال المحلل الاستراتيجي عمر الرداد: يواصل الحوثي بدعم وتوجيه لوجستي إيراني إطلاق الصواريخ على المملكة، خاصة في المناطق الجنوبية من المملكة، ضد أهداف مدنية سعودية، تؤكد غالبية المصادر المستقلة، إفشال هذه الصواريخ في الوصول إلى أهدافها من خلال الدفاعات الجوية السعودية. معتبراً أن مواصلة إطلاق الصواريخ الحوثية مرتبطة بعاملين، الأول: حقيقة أنها مرتبطة بتطورات المعارك على الأراضي اليمنية، والتصعيد الجديد يأتي على خلفية التضييق على الحوثي في الحديدة ومناطق الساحل الغربي لليمن من قبل قوات التحالف العربي، والخلافات العميقة في أوساط الحوثي بين المستويين العسكري والأمني، ومغادرة الكثير من القبائل اليمنية وتشكيلات الحرس الجمهوري المربع الحوثي، بعد انكشاف مشروعهم المرتبط بإيران. والثاني: تطورات الصراع مع إيران، إذ ثبت أن تلك الصواريخ مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتوجيهات الحرس الثوري الإيراني، في رسالة من القيادة الإيرانية بامتلاكها أوراقاً في اليمن، يمكن أن تتفاوض عليها لاحقاً، في ظل الضغوط التي تتعرض لها إيران منذ القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي، غير أن الأهم من كل ذلك، أن تلك الصواريخ تثبت صواب موقف المملكة والتحالف العربي، بمواجهة الحوثي في اليمن، باعتباره ذراع إيران في اليمن، ورأس الحربة في مشروعها في المنطقة القائم على صياغة الصراع على أسس مذهبية.