بحضور فني مميز وروح عالية متقدة حضر المنتخب السعودي بمستويات لافتة، في مباراته التحضيرية الأخيرة للمونديال أمام مضيفه حامل اللقب المنتخب الألماني، وعلى الرغم من خسارة "الأخضر" 1 – 2 في هذه المواجهة الأقوى كاد المنتخب السعودي أن يخطف التعادل حتى الدقائق الأخيرة من المواجهة الأقوى في تحضيراته، ليقدم رسالة اطمئنان رائعة لمحبيه وجماهيره، بعد أن ظهر متماسكاً في خطوطه كافة، وبحماسة متقدة طيلة دقائق المباراة، ليخرج بالأهم في ختام تحضيراته، قبل خوض مباراة الافتتاح في كأس العالم 2018 أمام روسيا مساء الخميس المقبل. الخسارة أمام ألمانيا ودياً التي جاءت هذه المرة بطعم الانتصار قبيل معترك المونديال، كانت الخسارة السابعة التي سجلها المنتخب السعودي في مبارياته الاستعدادية لكأس العالم 2018، ضمن 11 مواجهة ودية منذ أن تأهل رسميا في شهر سبتمبر الماضي، ففي شهر نوفمبر الماضي لعب المنتخب السعودي لقاءين وديين وخسرهما أمام البرتغال 3 – 0، وبلغاريا 1 – 0 وفي شهر فبراير الماضي لعب المنتخب السعودي لقاءين وديين أمام مولدوفا وفاز «الأخضر» 3 – 0، والمباراة الثانية أمام العراق وانتهت بفوز العراق 4 – 1. وفي شهر مارس الماضي خاض المنتخب السعودي لقاءين وديين ضمن المرحلة الثالثة من برنامج الإعداد، وانتهى اللقاء الأول بالتعادل مع أوكرانيا 1 – 1، وخسر «الأخضر» اللقاء الثاني أمام بلجيكا صفر – 4. وفي شهر مايو الجاري وضمن المرحلة الرابعة من برنامج الإعداد لعب المنتخب السعودي مباراتين أمام الجزائر واليونان وانتهت بفوز «الأخضر» بالنتيجة ذاتها 2 – 0، ولعب المنتخب السعودي الأسبوع الماضي لقاءه الودي التاسع أمام إيطاليا وانتهى بالخسارة 2 – 1. كما خسر المباراة العاشرة أمام بيرو 3 – 0 وفِي المواجهة ال11 والأخيرة حضر "الأخضر" بكل قوة على الرغم من الخسارة 1 – 2. ومع أن العاطفة الجماهيرية لا تتوقف عن النقد حتى في المباريات الودية، إلا أن الكثير من المتابعين والنقاد الفنيين يَرَوْن أن تحضيرات "الأخضر" لمونديال 2018 جنت ثمارها الفنية بصورة رائعة دون النظر إلى النتائج، ووضعت الجهاز الفني أمام تصور كامل عن كل لاعب في المنتخب، ليرسم بذلك التكتيك الرسمي قبيل انطلاقة المونديال، بدءاً من مواجهة الافتتاح أمام روسيا، ما يرفع من سقف الطموحات السعودية لتكرار إنجاز مونديال أميركا 94م، الأول في تاريخ المنتخب الذي كانت مرحلته التحضيرية شبيهة بتحضيرات مونديال روسيا 2018، على مستوى التصاعد وقيمة المنتخبات التي واجهها من النواحي الفنية والتاريخية، إذ بدأت مباريات المنتخب السعودي الودية حينها في شهر يناير للعام 1994، وعددها 12 مواجهة، حقق من خلالها أربعة تعادلات، وخمس هزائم، و ثلاثة انتصارات، كانت البداية أمام الصين ضمن بطولة ودية، وانتصر الأخضر ذهاباً 1 – صفر، فيما تعادل إيابا 1 – 1، وتعادل كذلك مع نظيره الكولمبي 1 – 1، وفي الإياب خسر صفر – 1، وفي اللقاء الثالث من نفس البطولة الودية، خسرت السعودية ذهاباً صفر – 2 أمام تشيلي وتعادلت إياباً 2 – 2. ولعب المنتخب السعودي عدة مباريات ودية في المرحلة التالية قبل بدء كأس العالم 94م بشهرين، كانت أولها أمام بولندا وخسرها المنتخب السعودي صفر – 1، ثم انتصر على أيسلندا 2 – صفر، وفي المباراة التي تلتها تلقى خسارة كبيرة أمام اليونان 1 – 5، وعاد وخسر من بوليفيا صفر – 1، ولعب مباراة مع البلد المستضيف لكأس العالم آنذاك، أميركا، وتعادل معها صفر – صفر، وكانت آخر مباراة ودية قبل كأس العالم في شهر يونيو أمام ترينيداد وتوباغو وانتهت سعودية 3 – صفر. المنتخب السعودي الحالي من المؤكد أنه حقق مردودات إيجابية بالجملة، تحصل عليها من خلال المباريات الودية السابقة، يأتي في طليعتها منح الفرص أمام أغلب اللاعبين للتعبير عن إمكاناتهم الفنية والبدنية، التي ستظهر بشكل كبير عند دخول الاستحقاقات الرسمية في المونديال، بعد أن شخص الجهاز الفني عدداً من الجوانب الإيجابية التي سيتم تعزيزها، وأخرى سلبية كشفها باكراً سيؤدي إلى تقويمها من خلال المعالجات الفنية المناسبة، لتحقيق طموحات السعوديين كافة في المعترك العالمي المقبل في الأراضي الروسية.