في أجواء إيمانية عذبة يعيش المواطنون والمقيمون في مملكة البحرين هذه الأيام أجواء رمضانية رائعة مغمورين بمشاعر الحب فخورين بعاداتهم وتقاليدهم التي يمتازون بها عبر الأجيال، وتكاد تتشابه برامجهم الرمضانية وتمتاز مائدتهم بأصناف متعددة من الأكلات البحرينية المشهورة. وذكر حسين الوسطي أن شهر رمضان يعد واحدًا من أهم المناسبات التي تحيا فيها العادات والتقاليد الأصيلة بين السكان والأهل ومن بينها «المسحر» أو المسحراتي الذي كان سابقاً يجول في الطرقات بطبله الشهير وصوته العذب فاستبدل اليوم بمسحراتي يجول بالسيارة المفتوحة من الأعلى منادياً بمكبرات الصوت وتشمل المائدة الرمضانية في البحرين العديد من بالأكلات الشعبية مثل الهريس والثريد واللقيمات والخنفروش والمحلبي والكباب والفالودة والطابي والمقليات وأطباق الحلويات البحرينية المعروفة ولا يزال البحرينيون يحيون جلسات السمر التي تعرف باسم «الغبقات الرمضانية» مقدماً بها الأرز المحمر بالسكر أو الدبس «المحمر» بالسمك، كما تكثر الخيم الرمضانية بشكل ملحوظ وتأخذ مقراً للسهرة والتجمع وهو تقليد عصري متبع في أيامنا، وفي ليلة النصف من رمضان يحتفل الأطفال بما يعرف ب»القرقاعون» وهي عادة خليجية ينتشر فيها الصبيان والفتيات في الشوارع وهم يرتدون الملابس الشعبية التقليدية ويرقصون منشدين أناشيد القرقاعون بين البيوت ليحصلوا على المكسرات والحلويات من الأهالي، وتختلف أناشيد البنات عن أهازيج الأولاد في ليلة القرقاعون؛ فللبنات أنشودة خاصة هي «قرقاعون عادت عليكم يالصيام.. عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة».. أما الأولاد فيرددون أهزوجة قصيرة جداً هي: «سلم ولدهم يا الله.. خليه لأمه يا الله»، يجيب المكدة ويحطها بحضن إمه.. ويجمع البنات القرقاعون من البيوت المجاورة والقريبة من منازلهن فقط، أما الأولاد فيمتد نشاطهم إلى خارج الحي الذي يسكنونه، ويستمتعون بالتجول في الأحياء الأخرى، واللعب مع بعضهم وهم يحتفلون بالقرقاعون وفي النصف الثاني من رمضان تكتظ الأسواق بالمتسوقين المقبلين على شراء الملابس، وأثواب العيد والحلويات والمكسرات، وفي الليلة الأخيرة من شهر رمضان يودعه الناس بزفة كبيرة تعرف ب»الوداع»، حيث يتجمع فيها الأهالي وخاصة الأطفال سائرين بين الأحياء وهم ينشدون مجموعة من الأغاني الشعبية التقليدية التي يودعون بها الشهر. المسحراتي البحريني