لم يكن مفاجئاً أن يودع الهلال دوري أبطال آسيا في واحد من أسوأ الاستحقاقات التي يشارك فيها الفريق في العقود الأخيرة، ذلك أن كل المؤشرات كانت تذهب إلى أن الفريق دخل في حالة من اللا توازن بعد خسارة النهائي القاري وأكثر من عنصر أبرزهم لاعب الوسط المهاجم البرازيلي كارلوس إدواردو مروراً بإقالة الأرجنتيني رامون دياز في قرار لا يزال صداه مسموعاً بين جدران «البيت الأزرق». كانت التحذيرات تتوالى منذ نهاية موقعة الذهاب أمام أوراروا الياباني كون الفريق حينها فقد جزءاً كبيراً من حظوظه باللقب، وكانت الأصوات تنادي بضرورة تهيئة المنظومة لما بعد خسارة اللقب وهو ما حدث، إذ ضاع اللقب، وعاد «الزعيم» لاستحقاقاته المحلية ولم يكن مقنعاً حتى وهو يتشبث بالصدارة منذ فترة طويلة. لم تكن البوادر تشير إلى مسيرة مظفرة في النسخة الآسيوية الحالية منذ اختيار العناصر غير السعودية المشاركة في البطولة مروراً بالنتائج السلبية المفاجئة وانتهاء بالخروج المر من دور المجموعات، لكن السؤال يظل قائماً، لماذا لم تتصرف الإدارة الزرقاء جيداً في إدارة الأزمة وأين دور الأجهزة الإدارية في إخراج اللاعبين من حالة الإحباط؟. وعلاوة على كل هذا يظل السؤال الأكبر حول عدم الاستفادة بشكل مثالي من ترسانة العناصر المحلية وغير المحلية وخصوصاً التي حضرت في يناير الماضي، وأين خبرة الأمير نواف بن سعد وإدارته في احتواء الموقف بالتزامن مع غياب لدور عناصر الخبرة والتي من الممكن أن تكون سلاحاً فعالاً للعودة إلى المسار الصحيح؟. وأمام كل ذلك، جانب التوفيق الإدارة ممثلة بالرئيس وبعض أعضاء المنظومة بالخروج الإعلامي غير الموفق من دون مبرر الأمر الذي أثار المزيد من الجدل الذي كان من الممكن تجنبه من خلال عدم الخوض في كثير من الملفات الحساسة. الأهم الآن بالنسبة للمدرج الكبير هو كيفية التشبث بأمل الخروج من الموسم بمنجز يتمثل بالحفاظ على لقب الدوري، إذ أكثر ما يخشاه الهلاليون أن يكون سلاح الأفضلية النقطية عكسياً على الفريق وسط كل هذه الظروف والعثرات غير المتوقعة، وهنا يكون المحك الحقيقي للأمير نواف بن سعد وطاقمه والذين من المؤكد سيعيدون الكثير من الحسابات في نهاية الموسم بعد مرحلة حملت الكثير من الأخطاء غيرالمقبولة.