طفح الكيل، نفذ الصبر، هذا هو لسان حال جماهير النصر العريضة وهي تشاهد فريقها يتهاوى من لقاء إلى آخر، مودعاً بطولة تلو أخرى، وكأنه كتب على هذه الجماهير المغلوب على أمرها النكد والحرمان، فبعد حرمان الفريق من المشاركة بالبطولة الآسيوية نتيجة للصعوبات المالية وتضاءلت حظوظه ببطولة الدوري نتيجة للتخبطات الإدارية والفنية للفريق منذ انطلاقة المسابقة أتت قرعة بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لتفتح لهذا النصر المنحوس ولجماهيره الوفية بارقة أمل ربما تمسح ألم هذه الجماهير العاشقة والمحبة والتي كانت تنظر لهذه البطولة على أنها بطولتها بعد أن جنبت القرعة فريقها مواجهة الفرق الكبيرة! لكن المؤكد أن هذه الجماهير العاطفية والتي تغضب فترة ثم ما تلبث أن تعود سريعاً لمؤازرة فريقها لم تقرأ التاريخ جيداً، ففريقها ومنذ زمن طويل وفي عز توهجه وتواجد جيله الذهبي لايمر موسم إلا ويخذل جماهيره بنتائج لم تكن على بالها، فوداع الفريق بالأمس على يد الباطن الحديث عهداً وتجربة بالبطولة لم يكن جديداً فقد سبقه لذلك أبناء ضمك بعد أن أقصوه وهو في عز شموخه وألقه وبحضور جيله الذهبي، بل إنني لا أبالغ عندما أقول: إن أغلب الفرق الصاعدة لدوري الكبار وعبر مسيرته الطويلة لا تكاد أن تغادره من دون أن تكون لها بصمة بشباك النصر كما حدث مع الكوكب سابقاً والفيصلي والطائي وأحد وبنتائج كبيرة وصلت للرقم أربعة! هذه الخسائر المحلية المتتالية وفقدان البطولات بشكل غريب على الرغم من تراجع مستويات الكثير من الفرق المنافسة تؤكد ما ذكرناه ورددناه سابقاً أن مشاكل النصر وسبب تراجعه وأزماته ومنذ زمن طويل وليس اليوم إدارية بحتة، فالقائمون على النصر إدارياً اليوم وأمس يدركون تمام الإدراك أن الفريق ومنذ أكثر من 30 عاماً بحاجة ماسة لحارس مرمى يصنع الفارق ويعطي الاطمئنان لبقية خطوط الفريق خاصة في المواجهات الصعبة كما يحدث في الأندية الأخرى، إلا أن هذا الإدراك لم يجد الاهتمام والتفعيل من مسيري النادي فبعد أن سمح الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية بالتعاقد مع حارس أجنبي شاهدنا أندية قوية تتعاقد مع نجوم لتغطية الضعف الحاصل بأهم مركز بالفريق إلا النصر. القائمون على النصر إدارياً ومنذ زمن يرون ما لا يراه غيرهم، لذلك تجد تعاقداتهم الأجنبية مكررة وفي مراكز لا يحتاجها الفريق كما حدث مؤخراً مع الجزائري عبدالمؤمن جامبو والتونسي الفرجاني ساسو، بل إن المجاملة تطغى وبشكل كبير على بعض القرارات الإدارية التي تضر بالفريق ومستقبله كما حدث في تجديد عقد أحمد الفريدي الذي أثبتت اللقاءات أنه لم يعد لديه ما يقدم ومنذ خروجه من الهلال وليس اليوم بل إن تواجده عبارة عن عبء مالي وفني كما هو حسين شيعان ووليد عبدالله وحسن الراهب وعبدالله مادو لكن من يسمع؟.