في أوائل مايو العام الماضي، كان الدوري السعودي في جولته الأخيرة، انتظر الهلال جاره النصر فوق عشب استاد الملك فهد الدولي بالرياض، وما إن أعلن الصربي ميلوراد مافيتش صافرة البداية، حتى انتشر الهلاليون في الملعب، يبحثون عن الشباك الصفراء، كأسود جائعة لمحت فريستها من بين الأشجار، قبل إكمال النصف ساعة الأولى، احتفلت المدرجات الزرقاء بالهدف الأول، وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق يسيرة، أدرك مارين توماسوف التعادل للنصر، لكن عمر خربين وكارلوس إدواردو، وفي ظرف دقيقة واحدة فقط، أعادوا الهلال متقدماً بنتيجة 3-1، كان منظر مدرجات الملعب وهي تكتظ بالأعلام الزرقاء خالية من الأعلام الصفراء منظراً مهيباً للهلاليين، ودافعٌ كبير للأرجنتيني رامون دياز بأن يدفع لاعبيه إلى الأمام بغية تسجيل أكبر قدر من الأهداف، وهو ما آلت إليه نتيجة المباراة، فقد حقق دياز نصراً تاريخياً في ديربي الرياض 5-1، لم تجد معها محاولات مدرب النصر باتريس كارتيرون نفعاً في إعادة فريقه للمباراة. كان الكرواتي زوران ماميتش، أول الخصوم الذين التقاهم دياز، فضمن مواجهات الجولة ال13، انتهى "الديربي" الأول لدياز في السعودية، بالتعادل الإيجابي 1-1، سجل محمد البريك للهلال أولاً، ثم عادل للنصر توماسوف. في بطولات الكأس، استطاع زوران ماميتش اسقاط "هلال دياز"، ليعبر إلى نهائي كأس ولي العهد، وهي المباراة التي وصفها رامون دياز بأنها الأسوأ له مع الهلال، لكن دياز ومن طريق النصر عبر إلى نصف نهائي كأس الملك الموسم الماضي، بإسقاط النصر الذي لعب تحت قيادة الفرنسي باتريس كارتيرون 2-صفر. في الأرجنتين، تعتبر مواجهات بوكاجونيورز وريفربليت، واحدة من أمتع المباريات الكروية، يمثل فيها الفوز الكثير لأنصار الفريق، فحين تكتظ مدرجات ملعب لابومبنيرا أو مونومونتال بالجماهير، وترتفع الأعلام عالياً، لن يكون البحث إلا عن الانتصار، حتى لو كانت هذه المباراة تلعب ودياً لصالح جمعيات خيرية أو شركات تجارية، فالمهم لأولئك الجماهير أن ينتصر فريقهم على الغريم. رامون دياز، ولد كروياً في ملاعب ريفربليت، استقى عدم حب "اللون الأصفر" منذ طفولته – الألوان الخاصة بقميص بوكاجونيورز-، استطاع أن ينتصر على بوكا حين كان لاعباً، ثم حقق الانتصار مدرباً بعد أن التحق نجله إيميليانو بالجهاز الفني له، لذلك حاول دياز استفزاز جماهير بوكاجونيورز الموسم الماضي، وكتب على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قبل كلاسيكو الأرجنتين: "فزت لوحدي، وفزت مع ابني، وسأعود لأفوز مع حفيدي، يحيا الريفر". وعلى الرغم من كثافة فوزه بالألقاب، وتسميته ب"ملك الدوري" في بلاده الأرجنتين، إلا أن ذلك لا يعني سيطرته المطلقة على مواجهات "الديربي" في الأرجنتين، فقد أشرف على ريفربليت في 14 مباراة، انتصر في ثلاث مباريات فقط، وتعادل في ست وخسر خمس. في الموسم الجاري، التقى رامون دياز النصر مع مواطنه غوستافو كوينتيروس، واستطاع أن يلحق به الهزيمة الأولى على الرغم من تقدم النصر أولاً عن طريق محمد السهلاوي، لكن سالم الدوسري أعاد الهلال إلى التعادل قبل ختام الشوط الأول، ومن نقطة الجزاء سجل البرازيلي كارلوس إدواردو هدف السبق للهلاليين. الليلة يستقبل رامون دياز، الكرواتي كروتوسلاف يورسيتش الذي يقود النصر في مباراته الثانية، ويمتلك دياز طموحاً كبيرة في إلحاق الهزيمة الأولى بمدرب النصر الجديد، ومواصلة تأكيده على سيطرته المطلقة على ديربيات الرياض، ففي خمس مباريات لعبها الهلال تحت قيادة دياز، لم يخسر إلا مباراة وحيدة وتعادل أخرى، وكانت تلك المباراتين أمام النصر الذي يقوده زوران ماميتش، فيما حقق ثلاثة انتصارات أمام النصر بقيادة الفرنسي كارتيرون، وواحدة أمام مواطنه كورينتيروس.