في إطار تعاونهما المستمر الدائم، اختارت الدوحة اللجوء إلى طهران، لمساعدتها في استضافة مونديال كأس العالم 2022، وذلك هرباً من احتمالية فشلها بعدم استكمال المشاريع الرياضية والفندقية، وهي خطوة جديدة لتمسك الدوحة باستضافة المونديال، بعد أن ازدادت الشكوك حول قدرتها على الاستضافة، وارتفعت الأصوات المطالبة بتجريدها من تنظيم المونديال، في ظل عدم قدرتها على المضي قدماً بمشاريع المونديال ومرافقه. صحيفة "إيكونومست" البريطانية، أكدت في تقرير جديدٍ لها أن الدوحة فتحت خط محادثات ساخن مع طهران، لإسناد بعض المهام التنظيمية لها، وذلك على خلفية أزمتها الدبلوماسية مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر التي بدأت في يونيو الماضي، وقالت الصحيفة: "تتعرض قطر للعديد من المشاكل بشأن استضافة المونديال، فبعد أن وعدت أن توفر 100 ألف غرفة فندقية للمشجعين، لم تستطع توفير إلا 45 ألف غرفة فقط، وهذا العدد لا يمكن يتسع أبداً لاستضافة جماهير كأس العالم، ففي مونديال ألمانيا 2006 وصل عدد المشجعين إلى مليوني مشجع، وينتظر أن يكون العدد مقارب في روسيا". وتخوض الدوحة مفاوضاتها مع طهران، في شأن الاستفادة من الكثافة الفندقية الموجودة في جزيرتي "قشم وكيش" الإيرانيتين، حيث يتوقع أن تكون هاتين الجزيرتين الإيرانيتين، مأوى توفره الدوحة للجماهير التي ستحضر لمؤازرة منتخباتها في المونديال المرتقب، ولكن ذلك لن يكون دون مقابل، فاستناداً على تقارير صحافية إيرانية، أكدت أن ثمن استعانة الدوحة بالجزر الإيرانية، هو وضع إمكانيات أكاديمية "اسباير" تحت تصرف الاتحاد الإيراني. ونقلاً عن صحيفة "شرق" الإيرانية ، فإن طهران اشترطت أن تتملك حرية التصرف بإمكانيات الأكاديمية الرياضية، مقابل منح الدوحة الاستفادة من الجزر الإيرانية، وكان اتحاد كرة القدم الإيراني قد وجه دعوة رسمية لحليفه القطري، للقدوم إلى الجزيرتين والاطلاع على منشأتهما والتعرف على إمكانياتهما عن قرب، ومعرفة إذا ما كان بالإمكان الاستعانة بهما لإيواء المنتخبات المشاركة كذلك وإقامة معسكراتهم داخلهما، وذلك بهدف إنعاش السياحة الإيرانية، وإثراء الاقتصاد الإيراني. وفي منتصف ديسمبر الماضي، رحب حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس اتحاد الكرة القطري، بالتحالف الإيراني القطري على المستوى الرياضي، واصفاً توقيع الاتفاقية بين الاتحادين بأنه خطوة متقدمة لرياضة قطر، وذلك على هامش زيارة قام بها وفد إيراني للدوحة، أطلعوا من خلالها على المنشآت الرياضية وأكاديمية اسباير، وعقب ذلك تم توقيع الاتفاقية.