قام عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي السعودي الشيخ الدكتور عبدالله بن سليمان المنيع، وعضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ د. عبدالله بن محمد المطلق، وعضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري، الأحد، بزيارة لمعرض روائع آثار المملكة، والمعارض المصاحبة لملتقى آثار المملكة المقام حاليا في المتحف الوطني بالرياض. والتقى المشايخ خلال الزيارة بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني، الذي رحب بهم، مثمنا هذه الزيارة التي تعكس اهتمام المجتمع خاصة علماء الدين بالاطلاع على المعارض التي تبرز المكانة التاريخية للمملكة وما شهدته أرضها من حضارات وأحداث مهدت لخروج الحضارة الإسلامية العظيمة. ونوه سموه بالدور الرئيس لعلماء الدين في نشر الثقافة الإسلامية والقيم والأخلاق العظيمة لهذا الدين الحنيف، مبينا أن الآثار الوطنية مجال مهم للاعتزاز بالوطن وقيمه الأصيلة، والاستفادة مما قدمته الحضارات الإنسانية من علوم في مختلف المجالات. وتجول المشايخ في المعرض يرافقهم عدد من كبار مسؤولي الهيئة، واطلعوا على ما يحويه المعرض من قطع فريدة ونادرة تعرّف بالبعد الحضاري للمملكة وإرثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة. وأبدى المشايخ إعجابهم بمعرض روائع آثار المملكة الذي تنقل في 11 متحفا عالميا شهيرا، ويعود إلى الرياض قبل أن يستأنف رحلته الدولية الشهر المقبل، مؤكدين اعتزاز كل مواطن بما شهدته أرض بلادهم من حضارات متعاقبة توجت بحضارة الإسلام الخالدة. وأشاد الشيخ عبدالله المنيع بما يحويه معرض روائع آثار المملكة والمعارض الأخرى التي يستضيفها المتحف الوطني من قطع أثرية فريدة ومتميزة توثق حضارات المملكة عبر العصور. وقال: "إن ما شاهدناه في المعرض يعبر عن مكانة بلادنا التاريخية والحضارية، مشيرا إلى أن المعرض ضم قطعا متنوعة لحضارات مختلفة أبرزت مكانة الجزيرة العربية"، مشيداً بجهود الأمير سلطان بن سلمان في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة وإرثها التاريخي، لافتا الانتباه إلى أهمية هذه المعارض المتطورة في عرضها في تعريف الناس بآثارهم الوطنية والاعتزاز بها. ووصف الشيخ د. عبدالله المطلق من جانبه معرض روائع آثار المملكة بأنه كتاب مفتوح لتاريخ وحضارات المملكة. وقال: "تجولنا في المعرض وقرأنا كتابا على الواقع وشاهدنا آثار حضارات قديمة بعضها لم نسمع عنها، وقد ساهمت جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في إخراج هذه القطع الأثرية المهمة وعرضها للناس وإبراز ما تكتنزه أرضنا مهد الحضارات ورسالة الدين الإسلامي". وأكد المطلق أن الآثار الموجودة في بلادنا محل اهتمام العالم كله من ناحية البحث عنها ورصدها وتأصيلها وإقامة الأدلة على ثبوتها، الأمر الذي يجعلنا نماري ونفخر في المحافل الدولية بأن بلادنا مهد الحضارات وأنها بلاد صدرت للناس القيم والمبادئ وكانت ملتقى الحضارات المتصلة بالرسالة الهادية التي هي نور لجميع الخلق، ونحن نشد على أيدي إخواننا في هيئة السياحة على أن يهتموا بتراث الأمة الإسلامية ويفاخروا به ويربطوه بالأخلاق والقيم التي تؤلف ولا تفرق وتهدي ولا تضل وتبعد جميع أسباب المشاكل التي تهدم الحضارة وتضيع الأمن ويجعلوا الأخوة أعداء يتحاربون ولا يتآلفون. بدوره قال الشيخ د. سعد الشثري: "نحن نريد أن ننطلق من هذه الآثار لتكون مجالا لتصحيح أحوالنا ومستقبل أيامنا"، مضيفاً: يجب علينا أن نستفيد من هذه المتاحف في تصحيح أحوالنا سواء فيما يتعلق بأمورهم الدينية أو الاجتماعية، فهذه الآثار تعكس قيم المجتمعات الإنسانية والحضارية والتجارية ومن ثم ينبغي أن ننطلق بهذا التراث بتصحيح أحوال الناس والمحافظة على ما هم فيه من النعم الكبيرة التي تحظى بها البشرية.