سبع كيلومترات إلى جهة الغرب تفصل المسجد النبوي عن المحطة المركزية العملاقة لتبريد المياه وتوليد الكهرباء للحرم الشريف, والمقامة على مساحة 70 ألف م2 , بهدف تقديم خدمات السقيا والتكييف على مدى 24 ساعة لملايين الزائرين الذين يفدون إلى مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم على مدار العام. وتزداد الطاقة التشغيلية للمحطة خلال المواسم لتواكب الأعداد الغفيرة من الزائرين والمصلين, وذلك في إطار منظومة الخدمات الشاملة التي تقدمها الحكومة الرشيدة لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين, وتهيئة جميع الإمكانات والخدمات والسبل وفق أحدث الإمكانات والمواصفات, ليؤدوا عباداتهم بيسر وطمأنينة. وتحوي المحطة عدداً من المباني أنشئت على مساحة 11 ألف متر مربع تقدّم من خلالها منظومة خدمات لتبريد الأجواء في أنحاء الحرم حيث تعمل بواسطة تبريد المياه وإيصال الهواء البارد الناتج عنها إلى سائر المسجد النبوي, إذ يتم إمداده بالطاقة الكهربائية عن طريق المحطة التي تحوي مبنيين رئيسيين هما مبنى "معدات تبريد مياه التكييف" الذي أنشئ على مساحة 8700 متر مربع, ويحوي المبردات المركزية وملحقاتها، ويتم نقل المياه المبردة من محطة التبريد عبر نفق الخدمات في مواسير حتى تصل إلى بدروم الحرم, فتتوزع على 151 وحدة معالجة هواء, لتقوم بدورها بتوزيع التكييف البارد في أرجاء الحرم النبوي. وتشمل المحطة مبنى "توليد الطاقة الكهربائية" الذي يحتوي المولدات الكهربائية لتأمين الطاقة الاحتياطية لكل من الحرم ومواقف السيارات, فيما يتم التحكم والسيطرة في جميع الأنظمة الميكانيكية والكهربائية بالمحطة عن طريق غرفة تحكم تعمل بأنظمة آلية, يشرف عليها عدد من المختصين للتحكم والمتابعة لأداء المعدات. وتقوم إدارة الصيانة والسقيا بمتابعة أجهزة التكييف والمراوح ووحدات الإنارة بالمسجد النبوي، حيث يحتوي المسجد على 6 مبردات مركزية, تبلغ طاقة كل منها 3400 طن من المياه في الساعة ما يعادل 819000 متر مكعب في الساعة، كما تقوم بتشغيل 43817 ألف كشاف ومصباح إنارة مختلفة الأحجام والأشكال والقدرات, تشمل مصابيح الطوارئ و 337 قنديلاً, و 324 نجفة، و221 مروحة داخل المسجد النبوي. وتغطي الساحات الخارجية 250 مظلة، تم تركيب 436 مروحة رذاذ في أعمدتها, وتتوزّع في أنحاء الساحات الخارجية , وتحتوي كل مروحة على 16 فتحة للرذاذ, صممت بطريقة تمنع تساقط الماء عند إيقاف التشغيل, وتدور المروحة بزاوية 180 درجة, وتتحرك المروحة دورة كاملة خلال 31 ثانية, وتحي 7 ريش لكل مروحة, فيما يبلغ قطر المروحة 80 سم, وعرضها 38 سم, في حين يبلغ وزنها التقريبي 120 كغم، وجرى تثبيتها في أعلى الأعمدة على ارتفاع تقريبي 3,5 أمتار من أرضية الساحة، وتم تركيب النظام لترطيب الجو الخارجي في ساحات المسجد النبوي الشريف من خلال امتصاص الطاقة الحرارية في الهواء.