فازت قرية رجال ألمع التراثية بمنطقة عسير مؤخرا بالمركز الأول في جائزة المدن العربية فرع (التراث المعماري)، وهي أحد مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والذي اعتمده برنامج التحول الوطني ضمن مبادرات الهيئة وتم رصد ميزانية له هذا العام ضمن ميزانية الهيئة، كما أن القرية هي أحد المواقع العشرة التي وافق المقام السامي على طلب الهيئة بتسجيلها في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو. وقال م. محمد آل عمرة مدير عام الهيئة بعسير "أن فوز القرية بالجائزة يعد تتويجًا للعمل الجماعي الذي تشارك فيه لجان عدة، في مقدمتها اللجنة العليا برئاسة سمو أمير منطقة عسير واللجان التنفيذي، وأن تطوير القرية لن يتوقف بل سيستمر، لاسيما أنَّ برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري يتضمن مبالغ مرصودة للقرية".وأضاف "الهيئة وبرئاسة الأمير سلطان بن سلمان تبذل جهودًا كبيرة في الحفاظ على القرية، وهي تتبنى بالتعاون مع الشركاء الجهود لتوثيق القرية في قائمة التراث العالمي، عبر منظمة اليونيسكو، إذ إنَّ يناير 2018 موعد لرفع ملف التوثيق، بعد أن كان وفد من المنظمة وقف على القرية واطلع على الملف". وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أكد في تصريح صحفي أثناء زيارته الأخيرة للقرية بأن قرية رجال المع من أحب الأماكن لسموه نظرا لتميز قريتها التراثية وتميز أهلها، مشيرا إلى أن القرية تزداد توهجا وجمالا وتطورا خاصة مع بدء افتتاح عدد من مشروعات القرية مثل مركز الزوار الذي أنشأته الهيئة والمسار التراثي والفندق التراثي إضافة الى مشروعات الترميم. وسبق أن فازت قرية رجال ألمع بجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني عام 1427ه وجهةٍ سياحية لكثير من زوار منطقة عسير لتوفر الكثير من العوامل التاريخية والثقافية والتراثية والطبيعية التي تتضح جليا في طبيعتها وضيافة أهلها وثقافتهم وتميز مبانيها التراثية.، ويأتي قرار تأهيل وتطوير القرية لما تمثله من أهمية، ولمبادرة أهاليها من محافظة على قريتهم لوعيهم بما تحتويه من تاريخ عريق وثقافة وشاهداً على مشاركتهم في ملحمة توحيد هذا الوطن العزيز، وتعتبر من أشهر القرى التراثية والأثرية في الجزيرة العربية، نظراً لروعة البناء الفريد باستخدام الأحجار، ولطوابق تصل إلى ثمانية في بعض الأحيان، مع تزيين النوافذ الخشبية والأبواب الخشبية بالألوان العسيرية، ولم يتوقف جمال الفن المعماري في رجال ألمع على رونق البناء من الخارج، بل سيدهشك فن النقش على الجدار الداخلي للغرف والمسمى بفن القط، من خلال الألوان والأشكال المتناسقة والتي تبرع فيها نساء القرية كاختصاص لا يجاريهم فيه أحد، فيما يقع في منتصف القرية متحف رجال ألمع التراثي والذي يعرض تراث القرية وآثارها ومقتنياتها الفريدة من أدوات وأسلحة ومخطوطات. ويعتبر التجول في القرية متعة بحد ذاتها، خاصة بين الأزقة الصاعدة والهابطة، وسط أبراج الحجارة العالية وتزينها الشجيرات المتسلقة، كما تنتشر في ساحات المنازل الخارجية بعض الكراسي الخشبية والمفروشة بالحصير، بينما تزين قوائمها ألوان الأخضر والأبيض والأصفر والأحمر، والتي تتمازج في كل ركن من أركان القرية وعلى نوافذها وأبوابها الخشبية. ومرت هذه القرية بمراحل عديدة من التطوير؛ و في مقدمة أعمال التطوير كان المسرح المفتوح بمساحة 615 مترا مربعا، ويتسع لحوالي 1000 شخص، إلى جانب المساحات المجاورة وهى عبارة عن أماكن للتسوق تعرض فيها المنتجات التي تشتهر بها بلدة رجال على وجه الخصوص ومحافظة رجال المع بصفة عامة، كما تمت زيادة الرقعة الخضراء بحوالي 7 آلاف متر مربع، وأقيمت 15 مظلة وجلسات عائلية على مداخل البلدة، ورصف وإنارة الطريق المؤدي من الشارع العام إلى البلدة مرورا بحديقة الجسر.