كشفت مصادر ل"العربية" عن أن وفد الانقلابيين الحوثيين المتوجه للمشاركة في مؤتمر جنيف لا يزال عالقا في جيبوتي حتى الآن، يأتي هذا بينما اعتبرت الحكومة اليمنية أن ميليشيات الحوثي وصالح تعاني من حالة إرباك حقيقية. وأصبح مؤتمر جنيف لسلام اليمن على المحك بعد حالة الارتباك التي يعيشها وفد المتمرين إلى المؤتمر ما قد يعوق مشاركتهم اليوم الاثنين. فبعد التردد والخلافات والشكوك حول تمثيل وفد الانقلابيين ها هو الوفد الذي غادر صنعاء على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة يتوقف عالقا في جيبوتي بسبب تجدد الخلافات على ما يبدو. على الطرف الآخر، وعشية البماحثات المنتظرة اتفق وفد الحكومة الشرعية الموجود حاليا في جنيف مع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد على إزالة كافة الالتباسات التي وقعت خلال الساعات الماضية بأن المشاركة بين سلطة شرعية بمكوناتها مقابل ميليشيات انقلابية ومن حالفهم. وبعيدا عن مفاجآت للحوثي قد تدفع إلى الارجاء أو الإلغاء، من المقرر أن يتم افتتاح بروتوكولي للمؤتمر يتضمن كلمة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكلمتين للوفدين بصفتهما التي تم الاتفاق عليها. إلى ذلك، علم مراسل العربية في جنيف أن الحوثيين سيصلون إلى جنيف بوفد مؤلف من 20 شخصاً وسيعمدون إلى تغيير أعضاء الوفد المشارك خلال المحادثات، علماً أن الأممالمتحدة حددت 7 أعضاء لكل وفد من الجهتين. من جهة أخرى نقل مراسل العربية عن مصادر من وفد الحكومة اليمنية المشارك في محادثات جنيف أن الوفد متمسك بمناقشة 3 نقاط مهمة، وهي أولاً كيفية تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 وثانياً التركيز على الجانب الانساني وكيفية تخفيف المعاناة الانسانية، وثالثاً محاولة التوصل إلى وقف لاطلاق النار ولو مؤقتاً على أن تنسحب الميليشيات من المواقع التي احتلتها مؤخراً. وكان المتحدث باسم الأممالمتحدة أكد في مؤتمر صحافي أن جميع الأطراف اليمنية المدعوة ستحضر محادثات جنيف بدءاً من الاثنين بما فيهم الحوثيون. وأضاف أن مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ سيتولى إجراء مشاورات منفصلة مع هذه الأطراف، إذا تعذر عليه جمعها في قاعة واحدة، وسيغادر بان كي مون جنيف مساء غد بعد أن يترأس المحادثات ليوم واحد، تاركاً لمبعوثه إلى اليمن إدارة المشاورات التي ستتحول إلى مغلقة. بينما كان المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي قد توقع تأجيل لقاء #جنيف التشاوري، بسبب تخلف الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح عن إرسال ممثلين عنهم، جراء خلاف نشب بينهم حول نسب تمثيل كل منهم، إلا أن الأممالمتحدة أكدت انطلاق المفاوضات، الاثنين في جنيف. وكان وفد الحكومة الشرعية في اليمن المشارك في اللقاء قد وصل إلى جنيف في وقت مبكر من صباح السبت؛ استعدادا للجلسة الافتتاحية فيما تخلف الانقلابيون عن الحضور. وصفت الحكومة اليمنية التغيب ب"التلكؤ الذي يدل على عدم جدية الانقلابيين في المشاركة في اللقاء أو إنجاح أعماله". خلافات بين الانقلابيين وبحسب مصادر سياسية فإن طائرة الأممالمتحدة كانت غادرت مطار صنعاء السبت فارغة من دون أن تحمل أحدا من قيادات ميليشيات الحوثي وحزب المخلوع صالح، وذلك جراء خلافات دبت بين الطرفين حول نسبة المشاركة في مؤتمر جنيف وحصة كل طرف من الممثلين له، حيث طالب الحوثيون بحصة أكبر من الممثلين عنهم انطلاقاً من وضعهم على الأرض وقوتهم، بحسب ما يعتقدون، فيما طالب حزب المخلوع صالح بأحقيته في النصيب الأكبر من الممثلين عنه، انطلاقاً من مكانته كلاعب بارز ومؤثر على الساحة اليمنية، كما يعتقد هو وحزبه. وقد اعتبر محللون هذا الخلاف صدعا واضحا يشق صف الانقلابيين، ليصبح هدف كل منهم تحقيق قدر أكبر من المكاسب على حساب الآخر قد تضمن له ربما خروجا آمنا من المعركة بأقل قدر من الخسائر. من جانبه، أكد عزالدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني على أن لقاء جنيف هو لقاءٌ تشاوري، يعتمد على أسس ثابتة لا تراجع عنها، من بينها مؤتمر الرياض، وأن اللقاء يجري بين سلطة شرعية ومجموعةٍ خارجة عن القانون. وكان المتحدث الرسمي باسم عاصفة الحزم في اليمن، السبت، قد أفاد بوصول طائرة قادمة من جيبوتي لنقل المشاركين من صنعاء إلى مؤتمر جنيف، وينتظر عودة المشاركين من جنيف إلى اليمن يوم19 يونيو. طائرة خاصة تقل المشاركين في المحادثات وفي وقت سابق، كشف العميد ركن أحمد العسيري، المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي، في تصريحات ل"العربية.نت" تقدم مبعوث الأممالمتحدة الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بطلب إلى قوات التحالف بحضور طائرة خاصة لنقل قادة الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، الذين سيشاركون في مباحثات جنيف الاثنين. وقال العسيري: "تقدم اليوم المبعوث الأممي الخاص باليمن بطلب حضور طائرة إلى اليمن في 14 من هذا الشهر لنقل الأحزاب والمكونات اليمنية للمشاركة في مؤتمر جنيف". وكانت قد قررت الأممالمتحدة تأجيل مؤتمر جنيف الخاص باليمن ليوم الاثنين لتأخر وصول أحد الوفود، طبقاً لبيان الأممالمتحدة. وكان مقرراً أن يعقد المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد محادثات منفصلة مع الأطراف اليمنية يوم الأحد في جنيف. ومن المتوقع أن تستمر المحادثات ثلاثة أيام، بهدف جمع الأطراف اليمنية في المشاورات لإنهاء النزاع في اليمن, بمشاركة ممثلين عن الرئيس عبد ربه منصور هادي إضافة إلى مندوبين من طرفي النزاع. وأكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين، والذي عقد يوم أمس الأول في العاصمة السعودية الرياض دعمهم جهود الأممالمتحدة لعقد مشاورات في جنيف بشأن اليمن, مشددين في الوقت ذاته على أهمية الالتزام بإعلان الرياض وقرار مجلس الأمن المتعلق بالأزمة اليمنية رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وكذلك نتائج الحوار الوطني الشامل لحل الأزمة.