تذمَّر العديد من أهالي بلدة «كمب الثنيان» (شمال شرق مدينة حائل) والقرى والهجر والمزارع المجاورة لها، من وعود الشؤون الصحية في منطقة حائل «غير المنفَّذة» بإعادة العمل في نقطة الرعاية الصحية الأولية ببلدتهم لحاجتهم الماسَّة إليها، مستغربين في الوقت ذاته إغلاقها رغم أنها من أهم متطلبات البلدة والقرى والهجر المجاورة لها؟! نقطة صحية يقول عضو المجلس البلدي بمحافظة بقعاء فهد سعود الثنيان، «لقد طالت علينا وعود الشؤون الصحية في حائل بإعادة العمل في نقطة الرعاية الصحية الأولية بالبلدة، ورغم كثرة وعودهم لم يعيدوها حتى الآن، وقد مر عليها أكثر من سنة ونصف وهي مغلقة، في ظل حاجة السكان لها، مع وفرة الإمكانات والموارد لمملكة الإنسانية، لكن اكتفوا بزيارة طبيب وممرض من مركز الرعاية الصحية بضبيعة مرة كل أسبوع أو أسبوعين وأحيانا أكثر، وهذا لا يسد احتياجات البلدة من الخدمات الصحية لكثافتها السكانية، مع أن مقر النقطة كان وما زال مجهزا للعمل بمعظم الاحتياجات الضرورية بجهود السكان، ففي بداية الأمر قمنا حسب توجيهاتهم بتجهيز المبنى، وذلك بتبرع من أحد الساكنين فيه لمدة عام كامل وقمنا بترميمه وتأمين بعض المستلزمات الطبية بتبرع أيضا من بعض السكان، بعد ذلك لم تأت لنا إلا بممرض واحد فقط، وجعلتها نقطة صحية فقط بدلا من مركز رعاية صحية، وهم يعلمون أنها بلدة تحوي كثافة سكانية كبيرة، ويتبع لها العديد من القرى والهجر والمزارع ك (قرية العين، والحليلة، والجرفية، وخبراء شمر، ورجامة، وغيرها)، حتى إنه بعد إغلاق النقطة وصل عدد المراجعين لمركز ضبيعة بحسب الملفات التي فتحت في المركز لأهالي البلدة وما جاورها، إلى ما يقارب 800 مراجع، ناهيك عمن رفض فتح ملفه بمركز ضبيعة بسبب الازدحام الشديد ونقص بعض الخدمات والمواعيد الطويلة». برقيات للوزارة وأضاف الثنيان «قمنا بمراجعة الشؤون الصحية في المنطقة حول ما حدث وما السبب في إغلاق النقطة؟، فأفادوا بأن إنشاء النقطة غير نظامي ولا يوجد لها معايير معينة في الوزارة، وقد أرسلنا العديد من البرقيات للوزارة تتضمن شرح ما حدث، لكن للأسف ومع كثرة ترددنا على الشؤون الصحية في حائل اتضح لنا أن ترتيب البلدة جاء (102) لإنشاء مستوصف، مع وجود خطاب سابق بحوزتنا يوضح أن التوجه لإنشاء مركز صحي بالبلدة مدرج بالخطة الرابعة لعام 1405 ه – 1410ه وترتيبها كان (19)، أما الآن فأصبحت في المرتبة (102).. كيف ذلك؟! ولم يكتفوا بهذا، بل أفادونا بضرورة إيجاد الأرض المخصصة من البلدية لوزارة الصحة والخاصة بكل مخطط سكني ليتسنى لهم إقامة مبنى لمركز صحي متكامل عليها، على حد قولهم، وبجهود سكان البلدة أيضا تم إيجاد الأرض من البلدية باسم وزارة الصحة، وهي الآن موجودة وجاهزة لكنهم لم يقيموا عليها أي شيء». نقص الخدمة وتحدث المواطن جراد سمير (86 عاما) عن نقص الخدمة الصحية في البلدة قائلا «نقصها هو هاجسنا الوحيد، خصوصا أننا في منطقة زراعية تكثر فيها اللدغات السامة، فضلا عن المحتاجين للرعاية اليومية كمرضى السكري. ومنذ إغلاق النقطة وأنا وجميع المرضى نمرّ بحالة عناء في وضعنا الصحي، فأنا مريض بالسكري وأحتاج إلى أخذ إبر الأنسولين مرتين في اليوم، فكيف لي ذلك في ظل إغلاق النقطة». تعرض للخطر وأوضح المواطن سعدون صياح (61 عاما) أن «قرار إغلاق النقطة الصحية أجبرني على مراجعة عيادات مركز ضبيعة، وفي أحد الأيام كدت أن أذهب ضحية نقص الخدمة الصحية في بلدتنا عندما أردت الذهاب لمركز صحي ضبيعة بغرض المراجعة، وتحديدا عندما أردت قطع الطريق المزدوج الفاصل بين البلدتين، حيث فوجئت بسيارة متجهة نحوي، لم أرها، ولولا عناية الله لما أجريت هذا الحديث الآن»، مضيفا «أنا رجل كبير في السن وأعاني من ضعف في البصر ما يعرضني للخطر الدائم لدى ذهابي إلى مركز ضبيعة». ووافق كل من مدير المدرسة الابتدائية في الكمب عبيد العقلاء (58 عاما) والمواطن ناصر عواد (أربعون عاما) على كل ما سبق، مناشدين وزارة الصحة والشؤون الصحية في حائل سرعة التدخل وحلّ هذه المشكلة التي باتت هاجسا لهم ولمرضاهم. اجتهادات الشؤون الصحية من جانبه، ذكرالمساعد العام للرعاية الصحية الأولية في الشؤون الصحية بحائل محمد الرشود، أن «الشؤون الصحية في المنطقة حريصة كل الحرص على ما يخدم المواطن من رعاية صحية كافية، ونقطة كمب الثنيان وجميع النقاط لا يوجد لها معايير في وزارة الصحة إنما هي اجتهادات من الشؤون الصحية في المنطقة فقط، وهي لم تغلق نهائيا، حيث يزورهم طبيب وممرض يوم الأحد من كل أسبوع من مركز ضبيعة، أما بخصوص الأيام الباقية فالممرض الموجود بها بشكل دائم في السابق كان يعمل لدينا على بند التشغيل وانتهى عقده»، مؤكدا «أن البلدة مدرجة ضمن خطة الشؤون الصحية المقبلة لإنشاء المراكز الصحية في المنطقة». Tweet