يتنافس مجموعة من المواطنين للعمل على مركباتهم الخاصة في توصيل الركاب كسيارة أجرة في ظل غياب سيارة «الليموزين» بمنطقة حائل في أماكن متفرقة من المنطقة، مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز الريالين للراكب الواحد، حيث يتخذون من وسط البلد مقراً لهم وبالتحديد عند سوق القشلة الذي يعرف عند أهالي المنطقة بسوق العمال لما يحدث فيه من تجمع كبير للعمالة الوافدة في نهاية الأسبوع ونقلهم من وسط البلد مركز التسوق لهم إلى مقر السكن في المنطقة الصناعية بحائل على متن سيارات مدنية متنوعة يعمل على قيادتها مختلف فئات العمر من الشباب العاطلين عن العمل والطلاب الجامعيين وكبار السن المتقاعدين وكذلك الموظفين. الشرق تجولت بين هؤلاء الذين يعرفون في المجتمع السعودي ب (الكدادة)، وتعرفت على خفايا وكواليس هذه المهنة، حيث أوضح الطالب الجامعي سلمان سعود أنه امتهن هذه المهنة منذ عدة أشهر لتوفير مبلغ مالي جيد يعينه على مصروفات الحياة، حيث إن مكافأته المالية من الجامعة لا تغطي التزاماته المالية، مضيفا «أنا أنافس زملائي أصحاب هذه المهنة على كسب أكبر قدر من العمالة الوافدة في وسط البلد لإيصالهم إلى مقر سكنهم خاصة في المنطقة الصناعية خارج البلد بمبلغ رمزي لا يتجاوز ريالا واحدا للراكب الواحد»، وقال «إن سيارتي من نوع داتسون غمارتين تتسع لستة ركاب وأحيانا سبعة بسعر ريال واحد للشخص، وأحيانا ريالين بحسب زحمة السوق، وأعود مرة أخرى للسوق وأحمل ركاباً آخرين»، وأضاف أن دخله اليومي يتجاوز ثلاثين ريالا قد يوفر له قيمة البنزين فقط. وقال الموظف فهد العيد، أحد أصحاب المهنة الذي يعمل في أحد القطاعات الحكومية في المنطقة، إنه ينافس بأقل الأسعار «ريالان» وهدفه تحسين وضعه المعيشي، وأكد المتقاعد فايز السعد من أحد القطاعات الحكومية في المنطقة الذي لا يتجاوز راتبه ثلاثة آلاف ريال أنه ينافس زملاءه في توصيل الركاب ويعمل من الصباح حتى المساء، وفي بعض الأحيان يحقق أكثر من ثلاثة مشاوير في اليوم. وأوضح جميع أصحاب المهنة أن الدخل محدود والتنافس كبير بين أصحاب المشاوير الخاصة وكثرة المخالفات المرورية قد تعيقهم عن العمل وربما تتجاوز دخلهم الشهري. من جهة أخرى، أكد مدير شعبة السير في مرور منطقة حائل المقدم سعود الرشيدي، أن استعمال المركبة بغير الغرض الذي خصصت له مثل تحميل الركاب، هو مخالف للنظام، وتترتب عليه غرامة مالية من 300 إلى 500 ريال مع حجز المركبة لمدة أسبوع. Tweet