دعا مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الجهات المعنية القريبة من المتنزهات لضرورة تهيئة الحاويات في أماكن خاصة لحفظ الطعام المتبقي من قبل الناس الذي يمكن أن يفيد الآخرين، قبل أن يلوث البيئة ويؤذي الناس. وقال آل الشيخ خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله: "إن نعم الله عظيمة، والمسلم يتفكر بنعم الله عليه في صحة بدنه وسلامة أعضائه، ثم يتفكر بنعم الله عليه فيما أوجده مما يأكل ويشرب ويلبس وينتفع به، إنها لنعم عظيمة تحتاج أن نقابلها بشكر الله". وتابع: "إن علينا حقا أن نشكر الله على تلك النعم وألا نسرف فيها، فكم من متمنٍّ لتلك النعم وكم من محتاج لها، وكم من تمر عليه الأيام في مجاعة ومسغبة، فبرد قارص وجوع وعطش وحصار وأهوال عظيمة، وأنت أخي المسلم تتمتع بنعم الله آكلاً شاربا صباحاً ومساء لا تخشى إلا الله، فاشكره على هذه النعمة، وعظمها حق التعظيم، فإن لها حقاً عليك أن تعظمها بشكر الله عليها، وأن تجتنب الإسراف والتبذير والإنفاق بالباطل والمباهاة في الولائم، فإن التفاخر بذلك أمر خطير لا يليق بالمسلم، يأكل ويشرب ويتمتع بنعم الله، لكن في حدود ما شرع الله". وأضاف: "أيها الإخوة، اعتاد البعض أن يصحبوا معهم المواد الغذائية الشيء الكثير، يأكلون قسماً يسيراً والباقي يلقونه في الطرقات، فيأتون بالذبيحة الواحدة أو يأتون من أحد المطاعم ستة نفر لا يأكلون منه ولا عشرها والباقي يلقى بالطرقات، وهذا إسراف بنعم الله وهو أمر خطير، ويجب عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم وألا يصطحبوا معهم إلا ما يحتاجون إليه، وأن يجتنبوا الإسراف والتبذير، فليس الفخر بأن نسرف، الفخر أن نشكر الله على نعمه ونسخرها في طاعة الله". وحذر رئيس هيئة كبار العلماء الشباب من إيذاء الآخرين بالمتنزهات بلا مروءة ولا أخلاق، إما بالأصوات المزعجة أو التفحيط بالسيارات أو أن يؤذيهم بالنظرات المخيفة والكلمات البذيئة، فتعكف الفتيات من الخروج من أماكنهم لما يرون أن هؤلاء الشباب – هداهم الله – من نظراتهم المخيفة وكلماتهم البذيئة، وهذا أمر لا يليق أن نضيق على الآخرين ونؤذيهم، فهم جاؤوا للنزهة والاستمتاع بالأجواء الطيبة "أنجعلها أماكن خوف لهم"، فهؤلاء أخواتك المسلمات دعهم يتمتعن في هذه المناظر، مضيفاً: "وإياك أيها الشاب وإيذاءهن بأقوالك وأفعالك وبنظراتك". وأشار آل الشيخ إلى أن من آداب الخروج والسفر بأن يكون خروج المسلم مقصودا به التفكر في آلاء الله وعظيم قدرته وفضله وإحسانه، فخروج المسلم ليس للهو واللعب ولكن للنظر والتأمل وراحة النفس، أما اللعب واللهو فما كان غير مخالف لشرع ولا مناف للقيم فتمتع المسلم أمر لا بد منه.