قرر المنشد الإسلامي محسن الدوسري الذي يكنى ب (أبي عبدالملك) سابقاً، أن يتحول إلى المجال الغنائي الذي يصاحبه موسيقى وكلمات تحتوي على مشاعر الحب وما شابه، على الرغم من الصيحات المتكررة من قبل جماهيره التي طالبته بالعدول عن هذه الفكرة، إلا أن هذه المحاولات لم تجد طريقها إلى نفس أبي عبدالملك. كما تخلى الدوسري عن لقبه المعروف به في الوسط الإنشادي سابقاً، ليظهر باسمه الصريح كبداية عهد جديد في المسمى والمضمون والمحتوى. (أبو عبدالملك) الذي ظل لفترة طويلة يحتفظ بهذا اللقب في مجال الفن الإسلامي وبدا معروفاً ومألوفاً عند كثير من جمهور الغناء أيضاً، يعدل هذه المرة ليكشف عن قناعاته الجديدة التي جعلته يصدر ألبومه الغنائي الأول بصحبة فنان آخر اسمه محمد القحطاني، ليخرجا إلى الساحة الغنائية بفرقة أسموها (مداوي) وإصدار ألبومهم الغنائي الأول (ثلاث كروت). ويشير الدوسري والقحطاني، خلال عرض مقاطع من ألبومها على الانترنت، إلى أن فكرة الألبوم "جاءت برسالة التغيير الإبداعي وكسر الرتابة، ومحاكاة المشاعر الراقية ومشاركة الجمهور أفراحهم وأشجانهم وعواطفهم على اختلافها". كما يشيران إلى أن مسمى فرقة مداوي تعني (صوت الجيل العصري الذي لا يرضى بغير الابهار والتميز عنواناً له)، فقد امتزج الصوتان كما امتزج القلبان لتولد فرقة مداوي الفنية، برسالة فنية مفادها أن الفن والإبداع لا يعرفان الحدود والحواجز . وتبدأ قصة تغيير النهج عند الدوسري عندما فاجأ جمهوره الإنشادي، قبل مدة، بأنشودة قدمها ونشرها على صفحته ب(فيس بوك) وكانت تحتوي على الإيقاعات، في نقلة اعتبرها البعض مفاجأة في مسيرة المنشد الذي اشتهر بالأناشيد الجهادية قبل أن يتحول للروحانيات والأناشيد العاطفية. ولم يتوقف هذا التغيير عند النشيد الإيقاعي فقط، إنما تجاوز ذلك إلى تهذيب لحيته والخروج بصورة مختلفة تماماً عن السابق، الأمر الذي أثارت حفيظ جمهوره فطالبوه بالعدول عن طريقه هذا، والعودة إلى نهجه القديم الذي امتد لسنوات طويلة.