قدرت عدد من المعلمات أن عدد السائقات في بادية حائل يتجاوز عددهن أكثر من 1000 سائقة، في وقت لا يوجد فيه رقم رسمي لأن قيادة المرأة ممنوعة في البلاد. ووفقا لتقدير عدد من المعلمات في منطقة حائل المرتبطات معهن بمدارس القرى والهجر في البادية المقسمة لباديات متعددة منها بادية قرى صحراء النفود شمال حائل وبادية قرى أجا في الجنوب الغربي من المدينة وبادية قرى سلمى في الشرق وبادية قرى الحرة جنوب المنطقة وبوادي المحافظات والمدن التابعة لمنطقة حائل . وقالت المعلمة حصة الشمري في مدارس بادية شمال حائل إن عدد النساء السائقات في هذه القرى تتجاوز 20 سائقة وربما يصل ل 50 حسب زميلاتي لكن تعدادي الشخصي وصل لهذا الرقم فقط، وهن منذ سنوات طويلة ولهن علاقة مع القيادة تتجاوز 30عاما مضت، ولهن نوع محدد من السيارات الدفع الرباعي التي تستطيع مجاراة الكثبان الرملية وتنوع التضاريس داخل قرى النفود. وأضافت كل السائقات يتمتعن بمهارة القيادة من أجل الحاجة الملحة لهن من نقل بناتهن الطالبات، أو متابعة إعمالهن، سواء تربية الماشية ونقل الأعلاف وشراء من نقاط البيع التي تنتشر في الصحراء، وتنتهي قيادتهن بمجرد الذهاب أو السفر لمحور المدينة. وقالت المعلمة أم فيصل التي تجاوز خبرتها العملية والتربوية في مدارس بادية حائل أكثر من 25 عاما إن الظروف التي مرت عليها في أول حياتها من وفاه زوجها، الذي ترك لها أطفالا، ما أجبرها على شراء سيارة في قريتها، لأنها في حاجة دائمة لها لإيصال أبنائها إلى مدارسهم، وأن هذه الممارسة مستمرة لأكثر من 17عام مضت. وأضافت أم فيصل أن أبنها البكر يفاخر بها، كما أنه تعلم قيادة السيارة على يديها، مشيرة إلى أن فيصل يعمل مهندسا، لكنها لازلت تنجز مستلزماتها الخاصة بنفسها، لكن قيادة السيارة في الوقت الراهن أصبحت أصعب بالنسبة لها، لأن قريتها نمت وكبرت في الأعوام اللاحقة. من جهتا حذرت منيفة الشمري 44 عاما من زج قضيتنا كنساء سائقات في البادية من أجل الحاجة الملحة لذلك والدخول بنا إلى فصول المطالبة بقيادة المرأة للسيارة في المدن، موضحة أنهن يقدن السيارة بدافع الحاجة، متهمة المناديات بحق قيادة المرأة للسيارة بالباحثات عن الذين عن كماليات وترفيه. وقالت نحن نساء البادية نعتمد اعتماد كلي على مداخيل اقتصادية من مراعي البادية أو منسوجاتها، وبالتالي قيادة السيارة ضرورة من أجل متابعة تحسين أوضاعنا المالية، وليس لنزهة وخروج لمقاهي كما يحدث في المدن الكبرى. أم فالح وهي سيدة في الخمسينات من العمر قالت إن تكاثر ماشيتها من أغنام وأبل أجبرها على شراء سيارات وليس سيارة فقط. تقول سعى لها والدها الطاعن في السن عند أحد المشهورين في مدينة حائل بضمانها في قروض مالية لشراء سيارة دفع رباعي جديد من موديل العام نفسه قبل 18 عاما، وبعد أن سددت القرض من منتجات الماشية المتنوعة من حليب وأقط ومنسوجات وألبان وسمن طبيعي، قدمت إلى الرجل نفسه بعد وفاة والدي بسنوات ليمنحني قرض آخر وأكبر لشراء شاحنة صهريج ماء للماشية وبعد أقل من 24 شهرا سددت المبلغ، وقالي لي لو كان نساء حائل باديتها وحاضرتها ورجالها بصدقك لأقرضت الجميع، وهذا يعد مفخرة لنا كنساء صادقات نملك مصداقية التعامل. تستعرض المعلمة البندري العنزي قصة السيدة أم نايف كسائقة تقول اضطرت سيدة للعمل سائقه لتوصيل المعلمات بين قرى نائية تابعه لمدينة حائل لتوفير دخل ثابت يعيلها وأسرتها في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة، ونجحت إرادة أم نايف التي لم يتعدى عمرها الخامسة والأربعين عاما في كسر احتكار الرجال على لمهنة توصيل المعلمات لتظفر بدخل شهري لا يقل عن خمسة ألاف ريال في ظل إعجاب المعلمات بجرأتها من ناحية ولتعاطفهم معها كامرأة من ناحية أخرى، مشيرة أنها أول سائقة سيارة بالأجرة، ما جعلها تكفي أسرتها الحاجة التي كانت ملازمة لهم.