شهدت مناهج التعليم المدرسي في كثير من الدول العربية قفزات نوعيه في تطورها ومواكبتها لروح العصر والتقدم من حيث استيعابها للمستجدات من نظريات علمية جديدة في كل العلوم وآخر ما توصلت إليه الدول المتقدمة في أنظمة مناهجها وطرق تدريسها حيث عمد البعض إلى ترجمة المناهج المدرسية للمواد العلمية ونقلها للغة العربية مع بعض التعديلات البسيطة أحيانا لتتلاءم في بعض جزئياتها مع ديننا وقيمنا الاجتماعية . تمتاز هذه المناهج الجديدة باعتمادها طرقا مبتكرة لحفز قدرات الطالب الذهنية وتنميتها وخلق روح الإبداع بابتعادها عن أساليب التلقين والحفظ التي اتبعت غالبا فيما سبق وان كانت كل تلك الايجابيات تحسب لهذه المناهج ولمن أسهموا بتطوريها إلى أن هناك بعض المعوقات التي ظهرت عندما وضعت حيز التنفيذ وطبقت في المدارس حالت دون جني الفائدة القصوى المرجوة ومن ابرز هذه المشاكل الكم الكبير الذي تحويه من معلومات على الطالب استيعابها في فترة زمنية محدودة يرى الكثير من الطلبة والمدرسين أنها غير كافية وهذا وضع ضغطا شديدا على الطلبة وأولياء الأمور الذين صاروا بحاجة لقضاء وقت أطول مع أبنائهم لمساعدتهم على فهم واستيعاب متطلباتهم الدراسية وحل واجباتهم والمشكلة التي تواجه الكبار أنفسهم حتى المتعلمين منهم أنهم هم أيضا يجدون صعوبات في فهم كثير من المعلومات المستجدة وفي كثير من الأحيان يكونوا غير قادرين على تقديم شيء يذكر من العون لأبنائهم مما يضطرهم للجوء للدروس الخصوصية المكلفة وحتى بعض المدرسين أصبح بحاجة إلى وقت أطول بكثير لاستيعاب المناهج الجديدة وتحضير المادة بطريقة تمكنه من نقلها لطلبته بشكل مرضي ولو بالحد الأدنى وهذا يثير موضوعا في غاية الأهمية وهو أن الكثير من المدرسين أنفسهم والذين لم يعتادوا هذا النمط من التدريس لم ينالوا قسطا كافيا من التدريب الذين هم بحاجة ماسة إليه لرفع مستواهم بما يتلاءم مع كم ونوع وطرق نقل المعلومات الواردة في هذه المناهج لطلبتهم بكفاءة. تطوير المناهج خطوة ايجابية غاية في الأهمية وحيوية من اجل رفع مستوى التعليم المدرسي الذي هو قاعدة البناء لما يليه من تعليم عالي لتخريج الشباب المنتج المبدع والمخترع في كل المجالات التي يحتاجها مجتمعه ولكي يستفاد من هذه المناهج بالحد الأقصى الواجب أن يرافق تطويرها في ذات الوقت تطويرا لباقي أركان العملية التعليمية وهي إضافة للكتاب المدرس وطرق التدريس ومكان الدراسة وبيئتها فلا بد من عقد دورات مكثفة ومتخصصة لمن هو بحاجتها من المعلمين لرفع مستوى أدائهم وإكسابهم كل المهارات الضرورية النظرية منها والعملية ليصبحوا قادرين على نقل المعلومات لطلبتهم بكفاءة تقلل حاجتهم للمساعدة الإضافية من الأهل والاعتماد عليهم أو على أي جهة أخرى خارج المدرسة فمن المفترض أن مما يقدم للطالب في غرفة الدراسة أن يكون كافيا على الأقل بالنسبة للطالب متوسط المستوى لكي يتابع بنفسه ما تبقى ويمكنه من حل واجباته دون الحاجة الملحة لمساعدة الآخرين من أهله وذويه أو غيرهم خارج نطاق المدرسة. عاهد علي الخطيب جامعة الملك سعود