د.عبد العزيز النخيلان تضع وزارة الصحة يدها على مفصل مهم وقوي في خدماتها الصحية يسهم في نقل مستشفياتها - بإذن الله - إلى مستوى عال وجودة حقيقية ومنهجية موحدة, وذلك بتطبيق معايير الجودة النوعية. تقام في الرياض هذه الأيام الدورة الثانية لمديري 30 مستشفى من جميع مناطق المملكة حول القيادة في الجودة وسلامة المرضى, يتخللها تدريب مباشر في أرقى المستشفيات في الرياضوجدة والدمام ولقاء مع بعض مسؤولي الإدارات في الوزارة, إضافة إلى المحاضرات النظرية في إدارة الجودة وسلامة المرضى, وعلى مدى ثلاثة أسابيع متتالية. ترفع وزارة الصحة من خلال هذه الدورة شعارا كبيرا وتوصل رسالة واضحة أن طريقة العمل في المستشفيات ستتغير - بإذن الله - متحدية بذلك كل المعوقات, وذلك بإخضاع العمل إلى معايير الجودة النوعية العالمية المتعارف عليها في أدق تفاصيل العمل اليومي وفي جميع الأقسام والتخصصات ليصبح عملا متقناً, يعرف من خلاله كل ممارس صحي واجباته وحقوقه ومسؤولياته. خاضت الوزارة هذه التجربة مع 30 مستشفى سابقة في جميع مناطق المملكة, وعملت عليها مدار أشهر طويلة بعمل مضن وشاق أشبه ما يكون بالمستحيل, هدف إلى تغيير أنظمة المستشفيات وتعديلها وإخضاعها إلى هذه المعايير, وفي جولات تقييم متعددة لكل مستشفى ولجان تعمل بشكل متواصل لتحرز هذه المستشفيات في نهاية المطاف نتائج مذهلة لم نتوقع أبدا أن تصل إليها. وها هو وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم مرة أخرى يبدأ الجولة من جديد مع 30 مستشفى أخرى وبإشراف مباشر منه تحضيرا لبدء الجولة الثانية وينقلها - بإذن الله- النقلة ذاتها التي أنجزت في المستشفيات السابقة. تهدف هذه المعايير العالمية إلى ضمان جودة العمل وسلامة المرضى بوضع معايير وأنظمة صارمة تتحكم في تفاصيل العمل في كل قسم, وفي كل مكتب يقدم خدمة صحية. تضمن هذه المعايير الحد من الأخطاء الطبية, بل أن تصبح تاريخا, وتكراره أشبه ما يكون بالمستحيل كما أصبح كذلك في كثير من الدول المتقدمة. ولن نسمع بإذن الله بعد تطبيق هذه المعايير وإكمال هذا المشروع الجبار عن اختطاف طفل, أو نسيان أدوات جراحية في بطن مريض, أو إجراء عملية في مكان خاطئ, أو نقل دم لمريض بفصيلة دم مختلفة, أو غير ذلك من الأخطاء الجسيمة أو حتى الأخطاء الصغيرة. يحتاج مثل هذا المشروع إلى من يقوم بتطبيقه والإشراف عليه, وهذا يحتاج إلى تدريب مستمر لكل العاملين في المستشفيات في جميع التخصصات والأقسام المختلفة الفنية والإدارية من مدير المستشفى على رأس الهرم إلى أصغر موظف يمكن أن يؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى حدوث خطأ, أو حتى أن يقدم خدمة بشكل صحيح. وهذا ما تقوم به الوزارة من عقد الدورات وإرسال المختصين إلى المستشفيات للتدريب والتوجيه والتقييم. يحمل الدكتور محمد خشيم هذا الهم ويطمح إلى الوصول إلى الهدف الذي وضعه وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة حفظه الله. أقول إن الدكتور خشيم يضع على عاتقه هذه المسؤولية ويشرف بنفسه وبشكل مباشر على هذا المشروع الجبار وهو يرى في مخيلته كيف ستكون مستشفياتنا, وإلى أي حد ستصل إليه خدماتنا الصحية وكيف ستكون انعكاساتها الإيجابية على المرضى. أتمنى أن يوفق الزملاء في الوزارة وفي جميع قطاعاتها من مستشفيات وغيرها في إكمال هذا المشروع لننتقل إلى عهد جديد نفتخر جميعا بأننا كنا إحدى الأدوات التي أسهمت في الوصول إلى هذا العهد.