سيرة نصف المجتمع خالد السهيل يضع الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم يده على الجرح، إذ يشير في عبارة شاردة إلى أن \"\"النساء لا يحظين بكثير ذكر إلا في المجالس الخاصة\"\". وهذا الأمر يجعل كثيرا من الصور المميزة تتوارى وتغيب عن الذاكرة مع الأسف.كان الدكتور يوسف يتحدث من خلال كتابه \"\"امرأة استثنائية\"\" عن الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود. حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - يرحمه الله. والشيء الأكيد أن الأميرة العنود التي ولدت في حائل عام 1940 تركت أثرا في نفوس أبنائها وبناتها وكل من عرفها، وهي التي اختارت في وقت باكر أن تكتب وصيتها لدى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - يرحمه الله. ومن ثمرات هذه الوصية مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية. ومن خلال سيرة الأميرة العنود - يرحمها الله - نتعرف على عدد آخر من النساء الاستثنائيات اللواتي أسهمن في تعليم الأميرة الراحلة، ومن هؤلاء ميثاء الشومر وفاطمة الدرسوني وعائشة المجاهد. لا شك أن الأميرة العنود وقبلها زوجة الملك فيصل الأميرة عفت وعددا آخر من سيدات مجتمعنا بحاجة إلى مزيد من الضوء الذي يعيد صوغ جزء من تاريخنا الاجتماعي. كثيرات من النساء يعملن بصمت ولا أحد يدري عن جهودهن. وفي هذا العصر نشهد سيدات أخريات تسمع لهن جعجعة وكلاما كثيرا وترى لهن آثارا محدودة. وأظن أن هؤلاء بحاجة إلى أن يقرأن شيئا من سير عامة النساء اللواتي كان لهن أثرهن في المجتمع. السؤال الأهم لماذا لا نجد من يهتم برصد سير النساء في بلادنا وإعادة تقدميها للأجيال الجديدة؟ ليس صحيحاً أن المرأة كانت تعيش على الهامش أبدا. الصحيح كما قال الدكتور يوسف إن النساء لا يحظين بكثير ذكر إلا في المجالس الخاصة، وفي هذا العصر نحن بحاجة إلى استجلاب جانب من ذاكرة المجالس الخاصة كي نكتب سيرة نصف المجتمع بشكل أكثر وضوحاً.