يوسف الكويليت هل المملكة قوة ضغط على الصين تتساوى مع اليابان وأوروبا والهند وغيرها بحيث تستخدم علاقاتها التجارية، كما أشيع، وبضغط من أمريكا لتدخل لعبة الخلافات مع إيران، وهي الرافضة، أصلاً أي معنى في جعل التجارة وسيلة سياسية تخدم طرفاً آخر؟ قد نختلف مع إيران في عدة أمور، لكن لسنا على عداء معها، بل نفهم أن الاتجاه إلى حل القضايا بالدبلوماسية الموضوعية، وسيلة مهمة في تجنيب الخليج العربي وإيران أي ملابسات تؤدي إلى تدخل خارجي ربما يكون الخيار فيه عسكرياً، وهو ما ترفضه دول المنطقة لأن الكارثة ستكون كبيرة، وقد تؤدي إلى أزمة اقتصادية وأمنية تصل انعكاساتهما إلى كل العالم.. من سرّب خبر أن المملكة ترغب في مواجهة الصين اقتصادياً، يجهل تماماً استقلال قرارنا بل لو أعدنا مثل هذا الموضوع على قائمة العلاقات الدولية في الشأن الفلسطيني، فإن المطلوب هو الضغط على كل حلفاء إسرائيل، لأنها في نزعتها التوسعية، وما تمارسه من حروب على الفلسطينيين تشكل خطراً دائماً على المنطقة كلها، وهم الأحق بالمعاملة التي تجند كل الإمكانات العربية والإسلامية كوسيلة رادع ومعاملة بالمثل.. تربطنا بأمريكا علاقات تاريخية منذ أزمنة بعيدة، وقد لا نكون على توافق دائم مع سياساتها، بنفس الوقت قد لا يعجبها أن نتعامل مع دول لا تتفق معها، وهذه الخلافات تسوّى باستقلالية تامة، لأننا لسنا ترساً يدور في عجلتها حتى لو كانت قوة عظمى، وهذا محل تقدير لطرفيْ العلاقة، لأن أهميتنا لا نكسبها من معارضة أو تأييد من قبل أمريكا إذا كان ما نفعله تؤيده وتقرره مصالحنا الوطنية.. فنحن على مسافة بعيدة مع أمريكا حول إسرائيل، وسبق أن عارضت التوجه المشترك عندما تمت زيارات على كل المستويات بين القيادة السعودية والإيرانية بغية تسوية قضايا عديدة، وأيضاً قد لا تستسيغ علاقات مع أشقاء عرب أو مسلمين هم طرف في نزاع معها، وسعت بكل قواها أن تفتح قنوات تواصل مباشرة مع إسرائيل، وقد تكون هذه المواقف مرتبطة بمصالحها، لكن عندما تتعارض مع مبادئنا وأفكارنا فإننا نرفضها بنفس القوة التي تجعل أمريكا تتصرف بإرادة قوتها وأهدافها.. فالصين قوة عظمى لا تقبل التدخل في شؤونها ثم إننا لسنا عضواً في مجلس الأمن لنتخذ قرار الامتناع عن التصويت أو التأييد لمشروع ما، أو القبول به ، أو اتخاذ الفيتو فنحن دولة تحترم استقلالية أي دولة ، وتصرّفها يكون بما يليق وتوجهاتها، وإيران دولة إسلامية ليس من مصلحتنا أن تكون على عداء مع طرف نؤيده ، وتوافق مع آخر نرفضه، لنكون مجرد حليف لأمريكا، في وقت كررنا أننا مع المعادلة الصادقة أي تطبيق القرارات الدولية التي لا تنتهج التعسف أو اغتصاب حق الآخر.. نكرر أن السياسة الدولية لم تعد تقاد بقوة ما إذا كانت فاعلية كل دولة تكمل الأخرى ، ثم إننا لسنا في حالة نزاع أيديولوجي، أو مواجهات عسكرية، وسواء كانت الصين تقرر سياستها مع إيران على خط مخالف مع الغرب وأمريكا، أو العكس، فهي من يتصرف بحرية بما يبرر أي توجه تتخذه، ونحن في النهاية أصدقاء للجميع، لكن لا نقبل أن ننخرط في خدمتهم على حساب ثوابتنا..