أثبت الباحثون أن الأشخاص الذين يجلسون لأكثر من 11 ساعة يومياً يكونون أكثر عرضة للوفاة خلال الثلاث سنوات التالية بنسبة 40% أكثر من الأشخاص الذين لا يجلسون طويلاً، بصرف النظر عما إذا كانوا يمارسون نشاطا رياضيا بشكل منتظم أم لا. بتحليل بيانات أكثر من 222 ألف شخص ممن تزيد أعمارهم عن 44 عاما, وجد الباحثون أن مخاطر الوفاة ترتفع بعد 11 ساعة من الجلوس يومياً، بالمقارنة بمن يجلسون لأقل من أربع ساعات باليوم. قالت كاتبة الدراسة هيدي فان دي بلوج الباحثة بجامعة سيدني: "الأدلة على التأثيرات الصحية الضارة للجلوس المطول قد تكشفت خلال السنوات القليلة الماضية. إلا أن أهمية هذه الدراسة تنبع من العدد الكبير لأفراد العينة. كما أنها واحدة من أوائل الدراسات التي تبحث في إجمالي الوقت الذي يقضيه الشخص جالساً". ونشرت نتائج هذه الدراسة مؤخراً بجريدة أرشيف طب الأمراض الباطنية. الجلوس يستهلك 50 % من النهار: وتبين أن البالغين يقضون ما يقرب من 90% من أوقات فراغهم في المتوسط في وضع الجلوس، وأقل من النصف يتبعون توصيات منظمة الصحة العالمية بممارسة النشاط البدني المتوسط لفترات تصل إلى 150 دقيقة في الأسبوع في المجمل. وقد تم جمع بيانات هذه الدراسة، كجزء من دراسة أسترالية موسعة عن صحة الأشخاص بعد الوصول لسن 45 وما يزيد. وللمفاجأة لوحظ أن المخاطر المتزايدة من الوفاة لأسباب مختلفة نتيجة طول فترات الجلوس تظل كما هي حتى بعد الأخذ في الاعتبار النشاط البدني، الذي يمارسه هؤلاء الأشخاص ووزن أجسامهم وحالتهم الصحية العامة. وقد تبين أن الأشخاص الأقل حركة ونشاطاً من يقضون معظم أوقاتهم في وضع الجلوس يموتون خلال ثلاث سنوات من بدء اتباع هذا الأسلوب الحياتي، بالمقارنة بالأشخاص النشطين الذين يقضون أوقاتا قليلة في وضع الجلوس كما تقول الباحثة.