حذرت دراسة أمريكية حديثة من أن علاجات الأمراض النفسية مثل تلك التي تستخدم لعلاج اضطراب الازدواج القطبي bipolar disorder أو التوحد والاضطرابات العقلية الأخرى عند الأطفال قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري. وربطت دراسة سابقة بين الجيل الثاني من الأمراض المعالجة للاضطرابات النفسية وبين زيادة مخاطر الإصابة بالبول السكري عند البالغين، وكان هناك بعض الأدلة على تأثير تلك الأدوية على زيادة الوزن عند المرضى من الأطفال، وزادت الدراسة الحديثة التي نشرت مؤخراً في جريدة طب الأطفال من مخاوف تأثير تلك العلاجات على الإصابة بالسكري عند بعض الأطفال. في هذه الدراسة قام الباحثون من جامعة ماساشيست بالبحث في تقارير أكثر من 74 ألف شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 18 عاما من المشاركين في أحد الخطط الصحية بين عامي 2001 و2008. وتبين أن من إجمالي 9636 طفلا ممن بدؤوا في تناول الجيل الثاني من العقاقير المضادة للاضطرابات النفسية، أصيب ما يقرب من 57 طفلا بالبول السكري، وطالب مينك آباء الأطفال الذين يتناولون مثل تلك العقاقير بفحص دائم لأوزان أطفالهم ونسب السكر بالدم للكشف المبكر عن إصابتهم بأعراض السكري، ولاحظ الباحثون أن استخدام الأطفال للأدوية المضادة للأمراض النفسية قد تزايد بنسبة 65% في الفترة بين عام 2002 و2009. ووجد الباحثون، بالاستعانة بتقارير من 3 خطط أمريكية صحية، أن الأطفال والمراهقين الذين يتناولون تلك العلاجات تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالسكري 4 مرات أكثر من الأطفال الذين لا يتناولون تلك العقاقير، وتتضمن هذه العقاقير Risperdal و Zyprexa Seroquel و Abilify. وتستخدم هذه العقاقير في علاج الاضطرابات النفسية مثل الفصام وشدة الاستثارة والعدوانية عند الأطفال المرضى بالتوحد، كما تستخدم هذه العقاقير أحياناً للأطفال المرضى بضعف الانتباه نتيجة فرط النشاط أو ADHD بالرغم من عدم وجود دليل بحثي على سلامة ذلك. وقال رئيس قسم أمراض الأعصاب عند الأطفال بمركز روشيستر الطبي الجامعي بنيويورك الدكتور جوناثان مينك: "إن الاستخدام المتزايد لمثل هذه العقاقير للأطفال خاصة في الحالات التي لا تظهر لها فوائد واضحة هو ما يثير القلق حول زيادة مخاطر الإصابة بالسكري بين هؤلاء الأطفال". وأضاف: "قد تكون هذه العقاقير مفيدة جداً لعلاج بعض الأمراض النفسية في بدايتها"، وأوصى الباحثون بمراقبة مخاطر زيادة الوزن والإصابة بالسكري على الأطفال الذين يتناولون تلك الأدوية. وتساعد تلك العقاقير في السيطرة على العدوانية عند الأطفال المرضى بالتوحد، إلا أنها لم يثبت تأثيرها على أمراض أخرى مثل ضعف الانتباه نتيجة فرط النشاط. ولم يعرف الباحثون على وجه التحديد سبب إصابة بعض الأطفال بالسكري نتيجة تناولهم تلك العقاقير، إلا أنهم وجدوا أن الأطفال الذين يصابون بالبول السكري يتم تشخيص حالتهم بعد فترة 4 أشهر من بدء تناولهم للعلاج، ويعرب مينك عن دهشته من كيفية تأثير هذه العقاقير على إصابة الأطفال بالسكري في مثل تلك الفترة الوجيزة، وعلق قائلا: "وهذا يعني أن الأمر حقيقي ويجب أن يؤخذ بجدية".