تُطل علينا مناسبة اليوم الوطني في الأول من الميزان من كل عام وها نحن نستقبلها في يوم الجمعة 25/10/1432ه الموافق 23 سبتمبر 2011 م متزامنةً مع الذكرى الواحد و الثمانون لتوحيد المملكة العربية السعودية ، وقد يعتقد البعض أن.. الاحتفاء بهذه المناسبة هو لمجرد الاحتفاء ، والواقع يختلف تماما عن ذلك ، فهناك أبعاد كثيرة ذات قيم عظمى لمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني وذكرى توحيد المملكة العربية السعودية. إن ما ينعم به هذا البلد الآمن العظيم من خير وتقدم وأمن وأمان على المستوى الإقليمي ، وما يتبوأه من مكانة مرموقة على المستوى الدولي هو مبني على التأسيس المتين الذي أسسه وشيّده الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله قبل عقود من الزمن ، حيث أعلن رحمه الله قيام دولته التي تستظل براية التوحيد وتستمد نهجها في كل شؤونها من نبع الشريعة الإسلامية الغراء الذي لا ينضب والمرتكِز على كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وواصل أبناؤه البررة البناء والتشييد من بعده فجعلوا تحكيم الشريعة أساسًا في كل شؤون الحياة وكرّموا العلماء وأجلُّوهم وجعلوا تعليم الدين أساسًا في السياسة التعليمية للبلاد إلى جانب الاهتمام بالعلوم الأخرى واللحاق بركب الأمم المتقدمة .. ولا يخفى الجميع كيف كان الحال في بلاد الحرمين قبل مرحلة التوحيد التي نحتفي بذكراها في هذا الشهر ، كانت القبائل متناحرة متحاربة ، وكان الطابع العام لحياة الناس الخوف والجوع والترحال دون استقرار ، وكانت الأمراض متفشية دون وجود مصحات أو مستشفيات ، وكانت إمكانية التعليم محدودة جدًا والجهل متفشيًّا بين الناس ، وفي ظل المساحة الشاسعة للدولة كانت وسائل المواصلات والاتصالات بدائية ومتأخرة لأقصى درجة ، وكانت الحياة صعبة للغاية. حاولوا أيها الأخوة أن تتخيلوا هذه الأوضاع الصعبة وتتصوروها وتُصوِّروها لأبنائكم وتقارنوا بين ما كان عليه الناس وما أصبحنا عليه اليوم ..... لذلك فإن من أبعاد الاحتفاء بهذه المناسبة أولا العمل على التفاني والإخلاص في خدمة هذا الوطن و تذكير الناس بما هم فيه من خير وحثهم على شكر الله تعالى على ما هم عليه من خير عظيم ومستوى معيشي رفيع ، ونهضة صحيّة وتعليمية رفيعة المستوى ، وشبكة مواصلات جوية وبرية وبحرية متميزة ، ودخول عميق في عالم التقنية والاتصالات ، ومشروعات هائلة ومدارس وجامعات ومستشفيات .,.. ، إلى جانب ما تحظى به المملكة العربية السعودية من مكانة مرموقة هي محل التقدير والاحترام بين الدول وعند كل الشعوب المسلمة. إن وطننا الذي نحتفي بذكراه الواحد و الثمانون اليوم هو الوطن الوحيد الذي يقصده المسلمون من جميع أنحاء المعمورة لأغراض دينية ، وهو الوطن الوحيد الذي يحكِّم شرع الله تبارك وتعالى في جميع مناهج الحياة ، لذلك حُقّ لنا أن نشكر الله تعالى ، ونفاخر ونعتز بوطننا ، وأن نحتفي بالمناسبة التي جعلتنا أمة واحدة تنعم برغد العيش ، وتنعم بالكرامة ، وتتبوأ مكانة رفيعة عند سائر الأمم