على إحدى القنوات الفضائية ظهر موظف كبير من موظفي جامعة الدول العربية ليقول إن بعض الأقلام «تقتات» على نقد الجامعة، وإنهم لا يرونها إلا في الأزمات. أعجبتني «تقتات»، تذكرت... «القات» وأحوال إخواننا في اليمن منذ أشهر وغياب الجامعة العربية. والقوت ما يمسك الرمق من الرزق، والمعنى أنهم لو لم يقتاتوا على الجامعة العربية لماتوا جوعاً بسبب الفقر المدقع، ولو طُرح استفتاء في العالم العربي – أي منظومة الجامعة – لمعرفة أسماء كبار موظفيها، أجزم بأن لا أحد سيعرف سوى شخص أو اثنين، ولو كان السؤال عن إنجازاتها لمصمصت الشفاه ثم ظهر أقصى «ضرس» في الأفواه من الدهشة. ومع ذلك، هل تعلم عزيزي القارئ العربي أن لدى الجامعة العربية، بحسب هيكلها الإداري، أميناً عاماً ونائباً للأمين العام وتسعة أمناء عامين مساعدين، ماذا أنتجوا يا ترى؟ وللإحاطة، هناك أمين عام مساعد لقطاع الأمن القومي العربي، ولديهم قسم للإنذار المبكر، وإذا بحثت عن الإنذار المبكر لن تجد شيئاً، أما في الديباجات، فهناك كلام عن السلم الجماعي! المفقود حالياً في أكثر من دولة عربية، من هنا نكتشف من «يقتات» على الجامعة، هل هي أقلام تكتب عنها أم موظفون ركبوا «العربية» وتركوا الجامعة. *** وصلتني مقاطع منشورة على اليوتيوب وصور لجثث ذُكِر أنها صوِّرت داخل أقسام تشريح في كليات طب بالسعودية، وإذا كان ما نُشِر دقيقاً، فهي فضيحة مدوية، ومقززة، لمن صوّر ولمن لم يمنع ذلك ويعاقب عليه بحزم، وإذا كان بعض أطباء المستقبل يفعلون هذا، فعلى تعليم الطب ومخرجاته وأخلاقياته السلام، ويفترض وضعه في «الفريزر» إلى أن يأتي من يديره في شكل صحيح ومحترم للحي والميت. هذه القضية بحاجة إلى سرعة تدخُّل، بخاصة من الجامعات، التي ذُكِرت بالاسم. *** منذ الإعلان عن إعفاء المتوفَّيْن من قروض صندوق التنمية العقاري والمُواطنُ شلاش الشمري يراجع لإعفاء ورثة أخيه المتوفى، فتصله رسالة تقول: «تم استلام الطلب رقم 1493، وسيرد إشعار حالته من الصندوق العقاري لاحقاً»، وإذا راجعهم قيل له: «انتظر يا أخي»، ولكنهم لا ينتظرون، يقول شلاش في رسالته إنهم يستمرون في الاقتطاع من راتب التقاعد الضعيف، البالغ ثلاثة آلاف ريال لستة من الأبناء. *** دخل الشاب «فهد البتيري» التاريخ كأول من أكل التبن أمام الملأ، «البتيري» من طلائع شباب الكوميديا الجدد في السعودية، هناك مجموعة منهم ترسخ أقدامها شيئاً فشيئاً، وجدَت في الإعلام الجديد متَنَفَّساً لها، شاب موهوب له مَشاهد على اليوتيوب تحت عنوان «لا يكثر»، وظَّف في واحد منها ما نشر عن موظف قال لمواطن «كلْ تبناً»، فأكل «البتيري» التبن عملاً بالنصيحة، وممثلاً أو متذوقاً عن المواطنين، المدعُوِّين للوجبة الشهيرة.