تحتفي دول العالم في السابع من أبريل من كل عام باليوم العالمي للصحة حيث يركز موضوع هذا العام الذي يصادف يوم الخميس القادم 3 جمادى الأولى 1432ه الموافق 7 أبريل 2011م على مقاومة مضادات الميكروبات... "إذا تقاعسنا اليوم لن نجد العلاج غداً" صرح بذلك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة وأضاف بأن الحملة الخاصة بهذا اليوم تنطلق من أن مقاومة مضادات الميكروبات ليست مشكلة جديدة، بل مشكلة تتخذ الآن أبعاداً أكثر خطورة. وتقوم دول كثيرة باتخاذ إجراءات في هذا المجال، ولكن لا بدّ من بذل جهود عاجلة ومتسقة لتجنّب العودة إلى عهد ما قبل المضادات الحيوية. فلقد أصبحنا نعيش في عصر لا يمكننا الاستغناء فيه عن المضادات الحيوية، أو غيرها من الأدوية المضادة للميكروبات لعلاج أمراض كانت قبل عقود مضت، بل قبل بضعة أعوام فقط فيما يخص الإيدز والعدوى بفيروسه، تودي بحياة المصابين بها. وعندما تحدث مقاومة مضادات الميكروبات- المعروفة أيضاً بمقاومة الأدوية- فإنّها تؤدي إلى إبطال مفعول تلك الأدوية. ودعا الدكتور توفيق خوجة إلى أهمية تكثيف الالتزام العالمي بحفظ تلك الأدوية لأجيال المستقبل. ذلك أنّ مقاومة مضادات الميكروبات- التي تمثّل موضوع يوم الصحة العالمي 2011- وانتشارها على الصعيد العالمي من الأمور التي تتهدّد استمرار مفعول الكثير من الأدوية المُستخدمة حالياً لعلاج الأمراض المعدية، كما ناشد خوجة الحكومات تنفيذ السياسات والممارسات اللازمة للحيلولة دون ظهور كائنات مجهرية شديدة المقاومة. وأشار إلى ماهية مقاومة مضادات الميكروبات حيث بين أنه تحدث مقاومة مضادات الميكروبات- المعروفة أيضاً بمقاومة المضادات الحيوية - عندما تطرأ على الكائنات المجهرية، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات، طفرات تؤدي إلى إبطال نجاعة الأدوية المستخدمة لعلاج العدوى التي تسبّبها. وعندما تصبح الكائنات المجهرية مقاومة لمعظم مضادات الميكروبات يُشار إليها، في غالب الأحيان، بمصطلح "الجراثيم الخارقة". وتلك الظاهرة تثير قلقاً كبيراً لأنّ العدوى المقاومة قد تودي بحياة المصاب بها ويمكنها الانتقال إلى أناس آخرين وفرض تكاليف باهظة على الأفراد والمجتمع. وممّا يسهم في ظهور مقاومة مضادات الميكروبات استخدام الأدوية بطريقة غير مناسبة، ويُلاحظ ذلك، مثلاً، لدى تناول جرعات ناقصة أو عدم إنهاء المقرّر العلاجي الموصوف. ومن الأمور الأخرى التي تسهم أيضاً في نشوء ظاهرة مقاومة الأدوية وانتشارها تدني نوعية الأدوية وإصدار وصفات خاطئة وعدم الوقاية من العدوى ومكافحتها بالطرق الملائمة. كما يحول نقص الالتزام الحكومي بالتصدي لتلك المسائل، فضلاً عن تدني مستوى الترصد وتضاؤل وسائل التشخيص والعلاج والوقاية، دون مكافحة تلك الظاهرة.
وعن دور المكتب التنفيذي في هذا الخصوص أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أن المكتب قام بخطوات جيدة في مجال نشر مفهوم الرعاية الصيدلية ووضع معايير لممارسة الرعاية الصيدلية في القطاع الحكومي وكذلك معايير الممارسة في نظام الصيدليات الأهلية وصدر بها قرارات من مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون وهذه المعايير لتقنين الرعاية والخدمة للاستفادة القصوى من الدواء وتقليل المشاكل المتعلقة بالدواء مثل مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، كما أنه قد تم صدور عدة قرارات تتعلق بالاستخدام الرشيد للدواء مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون رائدة في المنطقة العربية في الرعاية الصيدلية والاهتمام بالدواء سواء كان ذلك من ناحية الرقابة الدوائية أو متابعة الأدوية لما بعد التسويق. وقال بأنه يجب تشجيع الأبحاث الميدانية على المستوى الوطني والإقليمي في مجال المضادات الحيوية خاصة أدوية السل والإيدز والأمراض الحرجة... كما أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون قام بإنشاء المركز الخليجي لمكافحة العدوى في مستشفى الملك للحرس الوطني ليكون مرجعاً خليجياً لمكافحة العدوى ومن أهدافه منع العدوى في المستشفيات والمراكز الصحية وكذلك تقليل استخدامات المضادات الحيوية لمنع المقاومة... الجدير ذكره بأن المكتب التنفيذي قد صمم ملصق توعوي خاص بهذه المناسبة.