قال الجاحظ - ومولده عام 163ه - في كتابه الحيوان (الوراق: ص 119): رأيتُ كلباً مرّةً في الحَيِّ ونحنُِ في الكتَّاب، فعرض له صبيٌّ يسمّى مهديّاً من أولاد القصّابين، وهو ... قائم يمحو لَوحهُ فعضّ وجهه فنقع ثَنيَّته دونَ موضع الجفن من عينه اليسرى، فخرق اللحمَ الذي دون العظم إلى شطر خدّه، فرمى به ملقيَّاً على وجهه وجانبِ شِدقه، وترك مُقلتَه صحيحة، وخرج منه من الدّم ما ظننتُ أنَّه لا يعيش معه، وبقي الغلامُ مبهوتاً قائماً لا ينبس، وأسكته الفزع وبقي طائر القلب، ثمَّ خيط ذلك الموضعُ، ورأيته بعد ذلك بشهر وقد عاد إلى الكُتّاب، وليس في وجهه من الشَّتْر إلا موضعُ الخيط الذى خيط