تحت شعار "نوّحد التوجهات لنواجه التحديات" تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة دبي المنتدى العالمي لقيادات السكري بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي... تنظمه وزارة الصحة بدولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بمشاركة عدة جهات عالمية وفي مقدمتها المؤسسة الدولية لداء السكري (WDF) والاتحاد العالمي للسكري (I.D.F) والبنك الدولي (World Bank) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، خلال الفترة من 6-7 محرم 1432ه الموافق 12-13 ديسمبر 2010م، برعاية صاحب السمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم - حفظه الله - نائب حاكم دبي وزير المالية وبحضور ومشاركة العديد من القيادات السياسية والاجتماعية والعلمية المرموقة على المستويين العالمي والإقليمي... صرح بذلك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة وأضاف بأن هذا المؤتمر يأتي ضمن سلسلة المؤتمرات والمنتديات الخليجية العالمية التي أقرها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون تتويجاً للبرنامج الخليجي لمكافحة داء السكري الذي يمثل أحد الركائز الهامة خليجياً وإقليميا ودولياً، كما يأتي هذا المؤتمر العالمي استكمالاً لسلسلة مؤتمرات عالمية وهي: مؤتمر نيويورك 2007، ومؤتمر موسكو 2008، ومؤتمر بكين 2009م. منوهاً بأن أهمية هذا المؤتمر تنبع في التصدي لمشكلة "داء السكري" والتي تُعد من أهم مشاكل الصحة العامة وطنياً وإقليمياً وعالمياً، ويلقي الضوء على عبء وحجم المشكلة والتحديات الهائلة التي تضعها على النظم الصحية والحكومات... حيث يبلغ عدد المرضى حالياً (2010م) على مستوى العالم حوالي 300 مليون بنسبة تبلغ 6.6% من عدد السكان البالغين... ويقدر عدد المرضى في عام (2030م) بحوالي 438مليون بنسبة 7.8% مما يعني زيادة عدد المرضى بأكثر من 54% خلال العشرين عاماً القادمة... وتظهر مشكلة جائحة السكري بصورة مرتفعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا... ويتوقع زيادة عدد المرضى بنسبة (94%) خلال العشرين عاماً القادمة، حيث كان يقدر عدد المرضى في عام (2003) بحوالي 19.2 مليون، ارتفع إلى 26.6 مليون في عام (2010م) ويتوقع زيادة عدد المرضى إلى 51.7 مليون في عام (2030م)، أما الوضع في منطقة الخليج فهو أشد حدة حيث تم وضع خمس دول خليجية هي: دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، وسلطنة عمان ضمن قائمة أعلى عشرة دول ذات معدلات بالإصابة بداء السكري الصادرة عن الاتحاد العالمي للسكري (IDF) عام 2010م، والأخطر هو استمرارية هذه الدول بمعدلات أعلى في هذه القائمة حتى عام 2030م.
كما أشار إلى أن أهمية هذه المشكلة الصحية من مسؤولية داء السكري بالتسبب في الوفاة المبكرة لحوالي عشرة آلاف شخص (يومياً) حول العالم وبنسبة حوالي (6.8%) في عام 2010م. بالإضافة إلى التسبب في حدوث عدد من المضاعفات الشديدة والإعاقات الحادة من جراء حدوث الأزمات القلبية، والعمى، وأمراض الكلي، والسكتة المخية، وبتر الأعضاء.
وينعكس ذلك سلباً من خلال عبء مادي واقتصادي تواجهه الدول والحكومات والمرضى على حد سواء... ويضغط العبء الاقتصادي على الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط بصورة كبيرة حيث يعيش 80% من المرضى، بينما تنفق دول العالم المتقدم أكثر من 80% من نفقات الرعاية الصحية على السكري ومضاعفاته... وعلى سبيل المثال: يتم صرف جنيه استرليني واحد إنسولين من كل ثمانية جنيهات في الرعاية الحادة على السكري في المملكة المتحدة... وقال الدكتور توفيق خوجة أن أحدث تقرير صادر عن مركز السيطرة على الأمراض (CDC) من أن أمريكياً من كل ثلاثة عرضة للإصابة بالمرض وفي تقرير بثته شبكة (CNN) قد حذر من أن نصف الأمريكيين مرشحون للإصابة بداء السكري أو الحالة التي تسبق المرض بحلول عام 2020م.
وتظهر إحدى الدراسات الاقتصادية الهامة أن مقدار ما ينفقه المريض خلال العام الأول بعد إصابته بالمرض حوالي 1300 دولار، تظل ترتفع تدريجياً حتى تصل في السنة السابعة إلى 3850 دولاراً، ومما يزيد من المعاناة الاجتماعية ظهور المرض عادة في مرحلة قمة عطاء الإنسان العملي وما يتبعه من تأثير بالغ على دخل الأسرة... وعن أهداف المؤتمر قال المدير العام للمكتب التنفيذي بأن المنتدى سيركز على عدد من الأهداف الهامة منها شد انتباه الهيئات الصحية والإعلام وكافة الجهات ذات العلاقة إلى الحاجة بوضع الأمراض المزمنة ومن أهمها داء السكري على أجندة الالتزام السياسي والصحة العامة، وتعزيز سياسات ومعايير رعاية السكري وتقوية وسائل الوقاية والاكتشاف المبكر والسيطرة الجيدة على المرض.
ويتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر الذي يقوم على مشاركة العديد من القيادات السياسية والاجتماعية والإعلامية إلى جانب القيادات الصحية على كافة المستويات الخليجية والعربية والإقليمية والعالمية... بالعديد من الجلسات والمناقشات والمحاور الهامة لمكافحة جائحة السكري والحاجة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وفي مقدمتها تفهم ومواجهة وبائية السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وداء السكري من منظور سياسي، وتحديد الأولويات من منظور اجتماعي اقتصادي، والتعمق في تفهم العوائق وتحديد التدخلات الأساسية من حيث التوعية وتعزيز الصحة والكشف المبكر، وتحسين جودة الرعاية، وتمكين المرأة لحماية الأسرة والمجتمع من داء السكري، ومواجهة داء السكري من مدخل تعدد الشركاء، والدور المحوري للوقاية، ودور الصناعة في تشجيع الأنماط الصحية للحياة، بالإضافة إلى العديد من حلقات النقاش الحوارية التي تركز على دور القيادات وتحريك الموارد والالتزام السياسي.
الجدير ذكره أن معالي الدكتور حنيف حسن علي وزير الصحة بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون قد ترأس اجتماعاً تنسيقياً لهذا المنتدى حضره الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، والدكتور سالم الدرمكي مدير عام وزارة الصحة والدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية وناصر خليفة البدور مدير إدارة العلاقات الخارجية والمنظمات الدولية عضو الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة لدول التعاون، وممثلين عن الجهات المتعاونة، حيث بحث الاجتماع الأهداف الرئيسة للمنتدى من حيث تسليط الضوء وشد انتباه الهيئات الصحية والمؤسسات الإعلامية وكافة الجهات ذات العلاقة إلى الحاجة الملحة لتوضيح مخاطر الأمراض المزمنة ومنها داء السكري من خلال وضعها على أجندة الالتزام السياسي والصحة العامة.
ويعد هذا المنتدى خطوة هامة للبدء في تهيئة المجال الوطني والإقليمي والدولي للمؤتمر العالمي للسكري الذي سيعقد في دبي عام 2011م وسيكون منتدى عالمي للبحث والتشاور وتقديم البحوث العلمية والخطط والبرامج المدروسة للتصدي لداء السكري في المنطقة والعالم أجمع.