احتفلت جامعة الملك سعود بتخريج 124 طالبًا من الدراسات الطبية العليا في كلية الطب والمدينة الطبية الجامعية من المملكة العربية السعودية و 8 دول خليجية وعربية، بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، ووكلاء الجامعة، والمدير العام التنفيذي للمدينة الطبية الجامعية، ووكلاء كلية الطب، وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب وأهالي الخريجين، وذلك في المسرح الكبير بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وألقى معالي مدير الجامعة كلمة خلال الحفل أوضح فيها أن المجالُ الطبيُّ يختصُّ عن غيرِهِ من فنونِ المعرفةِ بوصفهِ دائمَ الحركةِ والتغيُّر, وطبيعتُهُ الحركيةُ تعودُ بالمشقةِ على المتخصصينَ فيه, لكنها لن تعمَّهم جميعاً, بل ستخصُّ منهم أولئك الطموحين الساعينَ إلى المجد, الحريصينَ على بلوغِ أعلى درجاتِ التميز, وخدمة الإنسانية. وأفاد أن الطبُّ ليس شهادةً تُمنح, أو وظيفةً تُشْغَل, بل هو رسالةٌ لا يكمُلُ أداؤُها إلا بالملاحقةِ المستمرةِ لكلِّ جديدٍ يصدرُ في هذا العلمِ الدائمِ التغيُّر, والسعيِ المستمرِّ إلى تطويرِ الذات، وتجديدِ المعارف، والتواصلِ مع المتخصصين, ومدِّ العلاقاتِ مع العلماءِ في المجالِ الذي يعملُ الطبيبُ فيه. وقال معاليه : إن مجالَكم الطبي الذي تعملونَ فيه فرصةٌ لكلِّ واحدٍ منكم ليكونَ له شأنٌ، ويضعَ له صفحةً في سِجلِّ التاريخِ بمساهمتِهِ في تقديمِ حلولٍ لمشكلاتٍ صحيةٍ يعانيها البشر, وأيُّ شيءٍ أعظمُ سعادةً وأكثرُ فخراً من تحقيقِ فتحٍ علمي . وسأل معاليه المولى الكريمِ أن يديم على بلادنا نعمه وخيراته تحت ظل رعاية خادمَ الحرمينِ الشريفينِ الملكَ سلمانَ بن عبدِالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - وأن يعينَهم ويسدد على طريق الخير خطاهم، ويثبّتَ جنودَنَا المرابطين، وينصرَهم ويدحرَ عدوَّهم، مقدما الشكرَ للقائمين على كليةِ الطبِّ لحرصِهم على تنظيمِ هذا الحفلِ السنويِّ احتفاءً بخريجي هذه الكليةِ من طلابِ وطالباتِ برامجِ الدراساتِ العليا. كما ألقى مدير مركز الدراسات الطبية العليا الدكتور سعد العبيلي كلمة أشار خلالها إلى أن عدد الخريجين هذا العام بلغ في برامج الزمالات المختلفة 124 خريجاً وخريجة من المملكة و 8 دولٍ عربية شقيقة، من أصل 740 طبيبًا وطبيبة، يتدربون في برامج الدراسات الطبية العليا في ألجامعه، مبينًا أن الجامعة تضم بين جنباتها أكبر تجمع لبرامج التدريب لمختلف التخصصات في المملكة بلغ عددها 97 برنامجًا في مستويات الدبلوم والبورد والزمالة. وقال إن التعليم الطبي على مستوى العالم مرّ بنقلاتٍ نوعيه على مدى العشرة أعوام الماضية لكي تواكب جامعتنا هذا التطور، فقد أقبل مركز الدراسات الطبية العليا على حزمة تنويع وتطوير تحت إشراف عمادة الكلية ووكالتها، وذلك بعقد اتفاقيات دوليه مرموقة تجعل الجامعة في مصاف المراكز العالمية بإذن الله. وأضاف أن الكلية بدأت ببرنامج الاعتراف الأكاديمي من الكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا رغبةً في اكتساب أول اعتماد من نوعه على مستوى العالم بحول الله الذي سيمكن الأطباء المتدربين في برامج الزمالات في جامعة الملك سعود من الحصول على تدريب موازٍ وتأهيل لا يقل كفاءةً عن مخرجات البورد والزمالة الكنديين، وكذلك قامت الكلية بعقد اتفاقية توأمه مع جامعة مجيل ألكنديه في سبيل الارتقاء بمستوى برامج التدريب العليا لتتمكن الكلية من الحصول على الاعتماد الكندي الذي يعد من أكبر أهداف المرحلة القادمة بإذن الله. ومن جانبه، أفاد عميد كلية الطب الدكتور فهد الزامل في كلمة له أن الجامعة تحتفل في كل عام بتخريج دفعة من أبناء الوطن ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من طلبة الدراسات العليا، مؤكدًا حرص جامعة الملك سعود على دعم مثل تلك البرامج العلمية التخصصية الصحية التي من شأنها دعم العملية التعليمة وتحقيق تطلعات مسؤولي الجامعة في النهوض بمستوى التعليم الطبي وفق أحدث البرامج العالمية وبما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في الرقي بمستوى التعليم الطبي في المملكة . بدوره قال وكيل كلية الطب للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أيمن عبده: إن الاهتمام بالدراسات الطبية العليا في الجامعة بشكل عام وكلية الطب والمدينة الطبية بشكل خاص يعد أحد الأسس القوية في إستراتيجية الجامعة، موضحًا أن برامج الدراسات الطبية العليا في الكلية تستطيع تلبية احتياجات مشروعات التنمية والتطوير وإثراء الإنتاج البحثي في المملكة.