لقد أٌقيمت في وقت سابق حملة توعية من قبل مجموعة من شباب وشابات جدة. كانت تلك الحملة برعاية من مراكز الأحياء، بهدف رفع الحس البيئي والمسئوولية الوطنية تجاه المحافظة على صحة البيئة ونظافتها. وعلى الرغم من دعم الجهات الحكومية والأهلية والجهات الأمنية لمثل تلك الحملات حيث كانت تلك الحملة على مرأى ومسمع من المجتمع ومن وسائله الإعلامية. بيد أن التعليقات التي أُضيفت على الموقع الإلكتروني للخبر قد اشتملت على اتهامات باطلة للفتيات المشاركات بعدم التزامهن بالحجاب الشرعي، وتلميحات وهمز ولمز بغرض تشويه الصورة الجميلة والهدف السامي الذي خرج من أجله هؤلاء الشباب والشابات...فجميع تلك التعليقات في تقديري تنُم عن فكرٍ مُتطرف. وبصرف النظر عن مدى تقبل المجتمع لتلك المبادرات. فانه في الحقيقة وعلى الرغم من وجود الكثيرمن التعليقات الإيجابية، إلا أنني أمسيت أتساءل: ماذا يريد هذا الفكرالمتطرف للشباب؟! هل يريد لهم التسكع في الشوارع والأسواق أوالجلوس في المقاهي؟! أم يريد إنشاء جيلاً ناكرًا لجميل هذا الوطن؟ أم يريد لهم الإختلاط في الخفاء؟! أم يريدون هؤلاء الشباب عناصر لخلايا الإرهاب والمخدرات في الظلام؟! أم ماذا؟!. ولماذا كل هذا الهجوم على فعل الخير...!، هل أصبح الخير مقصوراً على فئة دون أخرى؟، أم هو حكر على الشباب دون الشابات؟، هل تنمية الشعوربالمسئوولية تجاه المجتمع والصحة والدين والوطن مقتصر على الذكور دون الإناث؟. إن الإجابة المنطقية لجميع تلك الأسئلة هي بالطبع....لا. والدليل على ما أقول هو مشاركة الصحابيات بأعمال جليلة في سبيل حب الله ورسوله، ومن أشهر تلك الأمثلة هي مشاركة السيدة أسماء بنت أبي بكر (ذات النطاقين) رضي الله عنهما في إيصال الطعام والشراب للرسول وصاحبه أثناء الهجرة، وكذلك مشاركتها رضوان الله عليها مع زوجها وابنها في غزوة اليرموك. والسؤال الموجه لأصحاب هذا الفكر؛ هل منعها الرسول محمد- سيدنا ومعلمنا- من فعل الخير أم أقره عليها. بل أقره لها صلوات الله وسلامه عليه. رسالتي الأخيرة ؛ ليكن دافعنا ومحفزنا لسلك دروب الخير ذكراناً كنا أم أناث هورضا الله والإهتداء بسنة نبيه وحب الوطن والتضحية من أجله. كما أود التذكير بقول الله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10)هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (11)مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)) ولتكن شعارتنا؛ "لا لتحبيط الشباب والشابات"، "لاللتطرف الفكري"، "لا للهمز واللمز"،"لا لمنع الخير". * إستشارية طب المجتمع