فاجأ وفد من ثمانية أعضاء من هيئة حقوق الإنسان أطباء وممرضي مستشفى الملك فهد أمس، لرصد الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والمراجعين ضمن جولات تفقدية ينفذها وفد الهيئة لعدد من المرافق الخدمية بدأها منذ وصوله للمنطقة فجر الثلاثاء الماضي، واستهلها بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، ثم تفقد السجن العام والتقى عددا من نزلائه أمس الأول . ومع الخطوات الأولى للزيارة المفاجئة التي حرص الوفد أن تتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ارتسمت على محيا رئيس وفد الهيئة الدكتور زيد الحسين نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان علامات الاستياء والامتعاض الشديدين، فبمجرد انتقالهم إلى أقسام الطوارئ والحالات الحرجة عبر البوابة الغربية للمستشفى، برزت أولى السلبيات حين شاهدوا كمية من النفايات الطبية ملقاة في قسم يقع بين المرضى وأمام المراجعين، ليبادر نائب رئيس الهيئة باستدعاء الطبيب المسؤول عن القسم، الذي تحجج بعدم مشاهدته للنفايات، إلى أن أنقذت الموقف ممرضة آسيوية عمدت إلى إزالتها وتنظيف المكان. وفور خروج وفد الهيئة من قسم الطوارئ، رصد ملاحظته الثانية حين لاحظ اكتظاظ أعداد من المراجعين على بوابة المستشفى دون وجود أماكن لجلوسهم إلى حين حصولهم على الخدمة الطبية، وحينما رغب أعضاء هيئة حقوق الإنسان في الانتقال إلى الطابق الثاني لزيارة أقسام المستشفى رأوا أن المصاعد المخصصة لصعود ونزول المراجعين ليست أفضل حالا من ممرات الطابق الأرضي للمستشفى، فطلب رئيس وفد الهيئة من مرافقيه صعود الدرج مباشرة بحضور مدير المستشفى بالنيابة وليد أبو السعد. وجال وفد الهيئة في أقسام العناية المركزة، القلب، الجراحة، المخ والأعصاب، العظام، الأشعة، وجراحة اليوم الواحد، واستمعوا لشكاوى المرضى وملاحظاتهم، وطلب نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان من مدير المستشفى والأطباء المشرفين على عدد من الحالات المرضية في عدة أقسام، إجابات شافية على انتقادات بعض المرضى ومرافقيهم لمستوى الخدمة الطبية التي لقيها أولئك المرضى خلال فترة وجودهم في المستشفى، تركزت على تأخير مباشرة علاجهم ورداءة مستوى نظافة بعض الغرف، كما رصد أعضاء الوفد تباينا في مستوى النظافة بين الطابقين الأول والثاني مقارنة بالطابق الثالث، حيث أشاد نائب رئيس الهيئة بمجرد وصوله للطابق الثالث بمستوى نظافة الممرات في هذا الطابق، على العكس تماما مما رصده في الطابقين (الأول والثاني)، فيما انتقد عدم توفر كراسي لانتظار المرضى في قسم الطوارئ تحديدا. ثم صعد الوفد الدرج مرة أخرى متجها إلى قسم العناية المركزة واستمع إلى الأطباء والممرضات عن حالات بعض المرضى لاسيما المنومين في حالة غيبوبة وفقدان للوعي حيث حفز أعضاء الهيئة ورئيسهم الأطباء بمزيد من الاهتمام بالمرضى والمراجعين تحملا للأمانة المهنية التي تتطلبها مهنة الطب، مؤكدين على أهمية الارتقاء بالتعامل مع المراجعين ومرافقي المرضى، وقال الدكتور زيد الحسين لأحد الأطباء: «حسن التعامل يمثل نصف العلاج». وسجل الوفد حالة اضطرار مرافق لمريض إلى النوم على الأرض داخل الغرفة إلى جوار شقيقه المنوم منذ عدة أيام، كما لاحظوا أثناء جولتهم التي بدأت عند الخامسة مساء، مريضا آخر ملقى على سريره يتناول قطعا من البسكويت، وهو ما أثار حفيظة نائب رئيس الهيئة (رئيس الوفد) الذي وجه تساؤلا حادا إلى مدير المستشفى «لماذا يتناول البسكويت ألا يوجد طعام أفضل لهذا المريض؟».. بعد ذلك جال أعضاء الوفد في بقية مرافق المستشفى حيث شملت جولتهم غرف التموين وإعداد الطعام (المطبخ) وقسم الغسيل في (بدروم المستشفى)، حيث بدا المشهد أكثر دراماتيكية، حين لاحظ أعضاء الوفد وجود ممرات جدرانها غير مطلية، وأسقفها مكشوفة. وانتقل الوفد بعد ذلك إلى مستشفى أحد غربي المدينة، ثم إلى مستشفى الأنصار، ورصد الملاحظات لإعداد تقرير شامل بشأنهما ومناقشة المسؤولين في القطاع (صحة المدينة) عن أبرز الملاحظات وكيفية تفاديها وضمان الرقي بالخدمة الطبية التي ينشدها المواطنون. أعضاء وفد هيئة حقوق الإنسان :ضم وفد هيئة حقوق الإنسان الذي يواصل جولاته لليوم الثالث في بعض المرافق الخدمية والأمنية في المدينة كلا من: نائب رئيس الهيئة الدكتور زيد الحسين رئيسا للوفد. وأعضاء مجلس الهيئة: الدكتور خالد بن سليمان العبيد، الدكتور عبد العزيز إبراهيم الهدلق، أحمد بن حمد المزيد، عبد الله السهيل، مساعد المشرف العام على فرع الهيئة في منطقة مكةالمكرمة إبراهيم بن منيع النحياني، عبد الله الماجد، ومحمد صديق عثمان.